|


تركي السهلي
مسلّي المتفائل
2021-10-04
الواضح أن رئيس مجلس إدارة نادي النصر منزعج جدًّا من الضغوط الكبيرة التي كانت عليه في الفترة الماضية. كان ينتظر الفوز في مباراة أبها الدورية حتى يطلب التفاؤل والدعم من الجماهير، ثم أعلن المدرب الجديد للفريق وتنفّس الصعداء. الواقع أن لا راحة مع أوضاع الساكن في الغرب من العاصمة الرياض. يكاد يكون الأصفر هو الوحيد الذي تختلط فيه مسائل النقد بنشر التضليل وترويج الأكاذيب.
يلبس مروّج التزييف ثوب الناقد ويتبعه العامّة من المشجّعين وتضيع المسائل ويقف الذي يعمل في حيرة من أمره ويصطدم المُخطئ بالمُصيب وتموج الساحة الصفراء ويرتبك الفريق ويقع. ما من باب يُفتح في النصر إلا ويصعب إغلاقه، وما من صغير إلا وقد يكبر بطفوليته مع العاصمي الكبير.
للنقد وجه واحد وللتضليل ألف وجه ووجه. الصوت العاقل لا ينطلق إلا بعد تفكير ووزن للأمور وصوت الجهل لا ينبع إلا من عقل لا اتساع فيه. وخلاص النصر طويل ومُرهق للأطراف كُلّها، لكنّه سيحدث مهما طال الوقت وزادت الخسائر.
ولحدوث الاستقرار داخل ومن حول الأصفر الكبير يتطلب الأمر ذكاءً شديدًا ومحبّة مُعلنة وعملاً مُتقنًا، وهذا في رأيي ما تعمل عليه إدارة مسلّي فهي لم تعمد إلى كشف ملفّات الإدارة التي سبقتها، ولم تطالب بمحاسبة من كان له ارتباط بتلك الإدارة وهي لم تنهج منهج نشر الكراهية وتصفية الحسابات ونفض اليد عن المتعلقات القانونية، ولم تترك النصر في مهب الريح، ولم تقم بقطع العلاقة مع النصر ومسبّبات إعاقته، بل عالجت كُل شيء وطبّبت الجروح وسدّت الثغرات ودفعت المطالبات.
صحيح أن مسلّي آل معمّر محظوظ برجل بقيمة الرمز الداعم الأمير خالد بن فهد وبوقوفه الدائم معه، لكن مسلّي طموح ومتفاعل ودؤوب وصبور أيضًا، فقد احتمل الكثير من أجل النصر، وما زال لديه الشغف ليعمل ويكمل المسيرة الصفراء.
ومع ذلك، فالقصّة لم تنتهِ والرحلة الصفراء لم تبدأ بعد، وعلى مجلس الإدارة التركيز أكثر وعدم الالتفات للصغائر ورمي كُل شيء خلف الظهر والركض نحو النجاح. وكل خطوة نصراوية لا بد وأن يرافقها انتباه من الجميع بما فيهم الجمهور الذين عليهم أن يقرروا التخلّص من الذين يزرعون الإحباط فيهم، ومنع الاستغلال إلى تجييشهم لعرقلة الإدارة وإسقاط النصر. الآن، يقف المؤسّس في منتصف الخمسينيات الميلادية على حدود مرحلة قويّة والأنفس تبدو في حال استعداد ولا مجال لترك الطرقات للعاديين الذين لا هدف لهم ولا رؤى.