|


إبراهيم بكري
إعلامي بهوية مشجع!
2021-10-04
تستطيع أن تضلل الجماهير بقول الباطل، لكن مع الزمن سوف تصبح أقوالك عارية لا يسترها الباطل عندما تشرق شمس الحقيقة من جديد، لأن الزمن صديق الحق وعدو الباطل.
الأصل في أي حوار أن تصل جميع الأطراف إلى محطة قطار الحقيقة، حتى إن طال السفر لا مفر من أن ينتصر الحق على الباطل، هناك مقولة عظيمة في هذا الشأن، يقول إتيان جلسوت: “ليس من الصعب أن تعثر على الحقيقة، ولكن المشكلة الكبرى هي ألا تحاول الهروب منها إذا وجدتها”.
النفس البشرية السوية يفترض، عندما تعرف الحق، أن تخلع رداء الباطل، وكما يقال: “الحوار منخل الحقيقة”، من المهم أن يرتكز الحوار في وسطنا الرياضي على قيمه النبيلة بعيدًا عن الرقص على عاطفة الجماهير.
في وسطنا الرياضي مرض عضال من سنوات طويلة لا علاج له، في أي نزاع رياضي أو خلاف على رأي معين، كل طرف يعتنق فكرة معينة يقاتل من أجلها، حتى لو اكتشف أنه لا يسير على طريق الحق يبقى متمسكًا بها ولا يصحح مساره.
لا شيء في الرياضة السعودية أضر الحوار العقلاني أكثر من كلمة “اجلد”، في كل خلاف في شأن رياضي تجد الجماهير تصطف مع من له فصيلة ميولها نفسها، وتعزز له حتى يسقط المحاور في شهوة الشعبوية، ويصبح أسيرًا للكلمات الجارحة التي تداعب مشاعر الجماهير، ليمسك السوط بدلًا عن القلم حتى يجلد خصمه بلغة هابطة تطرب ذائقة المشجعين المتعصبين.

لا يبقى إلا أن أقول:
يقول المفكر العراقي علي الوردي:
“إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير، قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل، هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكلُّ متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل. ولو نظرت إلى الأمور من نفس الزاوية، التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئًا من الحق معه، قليلًا أو كثيراً”.
من النادر في الحوارات الرياضية أن تجد للعقل موطنًا، الإعلامي يلبس قبعة المشجع ويسقط في وحل الميول، لا يرى الحق إلا بألوان ناديه، ليصبح رأيه فاقد الموضوعية، التي تقنع المتلقي بالحجج والبراهين وليس بالأهواء الشخصية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.