|


إبراهيم بكري
مدير كرة «بتاع كله»
2021-10-11
في الكرة السعودية ليس من السهل توصيف وظيفة مدير الكرة في الفريق، لأنه يخلط ما بين المهام الفنية والإدارية، وينطبق عليهم المثال الشعبي:
“غراب البين ضيع المشيتين”.
لا هم إداريين ولا هم فنيين “بتاع كله”، وهذا يضر الفريق أكثر من أن ينفعه.
عندما يقفز الإداري على مهام المدرب الفنية خلال مجريات المباراة، وتشاهده يوجه اللاعبين، فعليك أن تدرك أن في هذا الفريق خللًا كبيرًا، والأدوار غير واضحة، والضحية اللاعبين غير قادرين على معرفة التوجيه الفني الصحيح، لأن المدرب له رأي، والإداري له رأي مختلف.
بعض الإداريين يجعل دكة البدلاء ساخنة ويزرع التوتر فيها بسبب تصرفاته المبالغ فيها “ينط هنا وهناك” وكأنه دلال في حراج سيارات صوته واصل لكل مساحات الملعب، حتى المشاهدين في بيوتهم يسمعون صراخه.
ماذا يفترض أن يكون دور إداري الفريق؟
يقع على عاتقه كثير من المهام الإدارية، ولا يوجد له علاقة بالأمور الفنية، التي تعتبر من مهام الجهاز الفني.
وعي الإداري باللوائح والأنظمة يحمي الفريق من المشاكل القانونية، التي تؤثر سلبيًا على مصلحة الفريق من خلال توعية اللاعبين والأجهزة الفنية باللوائح، التي تنظم اللعبة على مختلف المستويات المحلية، والقارية، والعالمية.
من مهام الإداري حل المشكلات الإدارية والشخصية بين عناصر الفريق من خلال تطبيق اللوائح الداخلية، التي تحدد الحقوق والواجبات. ويعتبر إداري الفريق همزة الوصل ما بين الجهاز الفني ومجلس إدارة النادي من خلال نقل احتياجات الفريق والتوجيهات ما بين الجهتين.
من المؤسف عندما تشاهد إداري فريق في دورينا يقفز على مهام مترجم الفريق، ويشغل نفسه بالترجمة للمدرب، ونقل التوجيهات للاعبين، وهذا ليس شغله، ويمكن تفسير ذلك بأنه يحاول تمرير توجيهات فنية إلى اللاعبين، هو يؤمن بها، وليس المدرب، باختصار يحرف الترجمة، ولو كان يترجم كل شيء على لسان المدرب، فلماذا لم يجعل مترجم الفريق يقوم بمهام عمله، فهو أفضل منه لغة واحترافية في هذا الجانب؟

لا يبقى إلا أن أقول:
بما أن كثيرًا من إداريي الفرق في أنديتنا لديهم الشغف في الجوانب الفنية، فلماذا لم يكن مسارهم التدريب، ولماذا يلبسون قبعة إداري، وهم يعتقدون أنفسهم فنيين؟
عندما يكون إداري الفريق “بتاع كله” سوف تتضرر الأندية كثيرًا، وهذه من المشاكل المزمنة، التي تتكرر سنويًا بسبب عدم وجود توصيف يحدد مهام إداري الفريق داخل كثير من الأندية السعودية.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا.