|


حسن عبد القادر
لماذا نجح رينارد؟
2021-10-14
أتذكر أنه عندما أعلن الاتحاد السعودي عن التعاقد مع الفرنسي هيرفي رينارد لتولي قيادة الأخضر لثلاث سنوات، طرحت عدة أسئلة عن هذا التعاقد ومدته، وما هي المزايا التي يمتلكها المدرب لتحقيق النجاح؟
وتساءلت عن التعاقد معه إذا كان بسبب تحقيقه بطولتي إفريقيا مع منتخبي زامبيا 2012 وساحل العاج 2015 ولأنه كذلك وصل بالمنتخب المغربي لنهائيات كأس العالم بموسكو، فهذه الإنجازات ليست مقياسًا لأنه سينجح مع منتخبنا لاختلاف التجربة وعدد اللاعبين المحترفين وتنوع الاختيارات بين مختلف قارات العالم للمنتخبات الإفريقية التي حقق معها إنجازات، فيما لن يكون أمامه عند اختيار لاعبي منتخبنا سوى لاعبين في الدوري المحلي وعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من الأندية التي يمكن الاعتماد على لاعبيها.
وأما إذا كان الاتحاد السعودي اختار رينارد لتدريب الأخضر بعد متابعة دقيقة لطريقته في التدريب ونهجه الخططي وقراءته للمنافسين ونجاحه في توظيف لاعبيه حسب إمكاناتهم، فهذا أمر آخر، ويمكن أن ينجح حينها.
مرت السنة الأولى والثانية وثبت لي ولجميع كل من كان يتساءل معي وقتها بأن اتحاد القدم تعاقد مع المدرب المناسب للمنتخب، وليس لأنه حقق بطولتين إفريقيتين فقط.
رينارد من خلال مسيرته مع الأخضر وضح أنه يملك نهجًا تدريبًيا خاصًا به، استطاع من خلاله أن يوظف كامل المجموعة لصالح الأداء الجماعي، مع أن الأسماء التي يمتلكها الأخضر حاليًا تعتبر الأقل فنيًا من بين جميع الأجيال التي أوصلت منتخبنا لخمس مونديالات سابقة، إلا أن العمل الفني والتوظيف وطريقة اللعب ساعدت بأن يظهر المنتخب ككتلة وليس كأفراد، ولهذا حقق أربع انتصارات في لقاءاته الأربعة الأولى متصدرًا مجموعته، ومسجلًا أسهل بداية مشوار في تاريخ كل مشاركاته الماضية في المونديال، ويملك معها الحظوظ الكبرى ليكون أحد المتأهلين من هذه المجموعة بإذن الله.

فواصل
أسوأ ما يمكن أن تقرأه من تغريدات أو تسمعه من خلال مشاهدات بعد كل لقاء للمنتخب هو التصنيف للاعبين، والإشادة بهم من خلال قمصان أنديتهم وليس حسب شعار المنتخب، لا تزال هناك عقول تفكر بهذه الطريقة ولا تزال أيضًا هذه العقول تتواجد بصفتها الإعلامية دون خجل.
رحم الله الزميل طارق بن طالب وغفر له وأسكنه فسيح جناته.. وألهم أهله وذويه وكل محبيه الصبر والسلوان.