|


طلال الحمود
نفاق كلوب
2021-10-16
انتقد مذيع البرامج التلفزيونية بيرس مورجان ردة فعل من وصفهم بالمنافقين عقب استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على ملكية نادي نيوكاسل الإنجليزي، ووصف آراء من انتقدوا الصفقة بأنها مضحكة، بعدما أقحموا صناعة النفط وحقوق الإنسان في قضية بيع النادي بطريقة يرى مورغان أنها “نفاق وقح”، قبل أن يراهن بماله على أن هؤلاء سيكونون أول المسافرين لحضور مباريات كأس العالم 2022 في قطر.
ومن بين الذين هاجمهم المذيع البريطاني كان الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول الذي تحدث إلى قناة سكاي عن صفقة استحواذ الصندوق السعودي على نادي نيوكاسل، منتقدًا الصفقة ومطالبًا مسؤولي الدوري الإنجليزي بإيضاح أسباب الموافقة على الصفقة، ومع أن تحفظات كلوب تتعلق بالانتقادات التي توجهها الصحافة الغربية بصفة مستمرة لبلدان الشرق الأوسط دون استثناء، إلا أن المدرب الألماني خص نيوكاسل بحديثه الذي ركّز فيه على إمكانية تأهل هذا الفريق إلى البطولات الأوروبية، علمًا بأن أندية باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وملقة وفولام تنتمي إلى الإقليم ذاته ولم يلفت هذا نظر كلوب أو يقوده إلى الحديث عن هذه الأندية وملاكها العرب.
وبالعودة إلى حديث المذيع مورجان الذي راهن فيه على أن منتقدي الصفقة سيكونون أول من سيذهبون إلى حضور المباريات في ملاعب كأس العالم التي كانت حوادث عمال البناء فيها موضوعًا لتقارير الصحف البريطانية خلال السنوات التسع الماضية، يبدو أن المذيع أراد أن يذكّر المدرب كلوب برحلته إلى منطقة الخليج أثناء مشاركة ليفربول في كأس العالم للأندية، واستمتاعه بكرم الضيافة العربية وسط المكان الذي تتحدث عنه الصحف يوميًا بأنه لا يراعي حقوق العمال، دون أن يسجل هذا المدرب موقفًا على نحو انتقاده لصفقة الاستحواذ على نادي نيوكاسل.
لن يكون كلوب أول أصحاب “النفاق الوقح” كما يصفهم مورجان، لأن الدخول إلى السوق البريطانية يعني حتمية الاصطدام بالصحافة وبكثير من الوقحين الذين ينشطون في بريطانيا بلا صفة، وهذه معركة اعتادت السعودية على خوضها منذ السبعينيات، منذ أن نزلت بثقلها في مجال الإعلام وتمكنت من تصدر الواجهة بإنشاء مؤسسات عملاقة وإصدار كثير من المطبوعات والمنصات الإذاعية والتلفزيونية التي نالت شهرة واسعة وقادت الرأي العام العربي لسنوات طويلة.