|


تركي السهلي
خطاب أخضر
2021-10-16
ما فعله المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمر مذهل، تخطى كل الفرق ونجح في جمع 12 نقطة من أربع مباريات، المسيرة حتى الآن تُعطي الثقة بمزيد انتصارات، والذهاب إلى المرة السادسة في كأس العالم. والحق أن المجموعة قدّمت لنا تعاطيًا مختلفًا ربما يحدث للمرة الأولى في تاريخ النظر إلى الفريق الأخضر كمنتخب وسقطت بفضل العمل الجيّد خطوات التقليل واختفت من المشهد عناصر الإحباط.
والصور الواردة من معسكر الصقور متوائمة مع المرحلة وألوانها الزاهية المتعدّدة، وهنا نعترف بإعجاب بما يتم إنجازه على صعيد الرسائل الإعلامية التي تبرز أدوار الجميع بما فيهم وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي. وعلينا أن نحيّي الأمير بالطبع، ونحيي فريق عمله الإعلامي الذي نقل لنا مشاهد لتعامله مع اللاعب والمدرب والجمهور، لم تكن على النهج القديم وهذا دليل على انفتاح الوزير وتشرّبه لمرحلتنا الرياضية. صحيح إن هناك خطاب مغاير بين الوزير ورئيس اتحاد كرة القدم، حيث بدأ الأمير أكثر استيعابًا للرسائل، وأظهر مقدرة على تسويق الفكرة العامّة، وكان مبادرًا في كل منعطف، لكنّ هذا لا يهم في هذه المرحلة، إذ أن الهدف هو الفوز والوصول والنجاح الكُلّي، ولن نلتفت لتحركات السيد المسحل العادية جدًا وطريقته المكررة في التحفيز والمتابعة. وعدم الالتفات للمسحل يعود إلى سدّ الأمير للفجوات التي يتركها في طريقه للظهور.
والمريح أيضًا في الموضوع ألاّ استمرار في لغة ياسر المسحل، ويبدو أن الوزير تنبّه لذلك وتحرّك بنفسه وسارع للاقتراب أكثر من السيد رينارد ورجاله من الجهاز الفني، وكذلك من اللاعبين، وانصهر الجميع في روح واحدة كانت أكبر بكثير من أحرف السيد المسحل وخُطبه الضعيفة.
والخطاب المعتمد مع المدرب يختلف عن ذاك المطروح أمام اللاعب، كما أن للجمهور لسان مختلف وهذا ما يحاول عبد العزيز بن تركي ترسيخه والعمل بموجبه، ولذا هو ينجح حتى الآن ومعه تنجح المنظومة الفنيّة.
بقي أن يحاول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إيجاد ما يناسب المرحلة وأن يُفتش عن كلمات تصلح لأن تنقل الحال إلى حال أعلى، وأن تمنح كل عنصر وقودًا كافيًا للعب والنزالات الآسيوية الصعبة.
وأظن أن على ياسر المسحل أن ينخرط في دورة مكثّفة لكيفية بناء خطابات تحفيزية، وعليه أن يُشاهد محاضرات لكبار التنفيذيين، للوصول للغة قويّة، وأنصحه خلال ذلك أن يبتعد عن الخطاب للمنتخب فالأخضر فوق ولا نريده أن ينزل درجة واحدة.