|


عدنان جستنية
النصر لحن «جميل» لم يكتمل
2021-10-22
لحن جميل لأغنية يكسوها البهاء والجمال، كانت “جاهزة” تنتظر الإشارة لتنطلق زاهية بحنجرة أكثر من فنان، معلنة في ليلة تاريخية من ملعب ومدرجات “مرسول بارك” الفرحة بأصوات تغني للنصر احتفاءً بمناسبة فوزه على غريمه التقليدي الهلال، وتأهله للمباراة النهائية، وأخيرًا نيله بجدارة اللقب الآسيوي الأول، وبطولة طال انتظارها، إلا أن ذلك اللحن الجميل تفاجأ جمهور الشمس بأنه لم “يكتمل” بعد.
ـ مصدر الدهشة أن نص الأغنية “الفرحية” كان مكتوبًا على نوتة من “ذهب”، والفرقة الموسيقية وضعت على أهبة الاستعداد، وقد منحت منذ فترة كل المقومات وهيئت لها كل الأجواء المناخية والنفسية، التي تفتح لها طاقة “الإبداع” لتحلق بأحلى وأجمل نص كتب محتفيًا بنقطة انطلاقة تصل بالنصر إلى “العالمية” للمرة الثانية، إلا أن اللحن لم يكتمل.
ـ اللحن، الذي لم يكتمل، هو في الواقع كان مشروعًا معدًا جاهزًا في كل البروفات، التي سبقت ذلك المساء، مكتملًا بعناصره كافة، حتى الجمهور الحاضر كان هو الآخر حافظًا ومحضرًا بقية اللحن، منتظرًا مترقبًا إشارة النهاية، وساعة الحقيقة، واللحظة الحاسمة، إلا أن الفرقة الموسيقية كان لها رأي آخر، ليخيم السكوت، ويسدل الستار حول لحن نصر لم يكتمل.
ـ معزوفة موسيقية فاتنة، هكذا كنت أتوقعها، وكثيرون مثلي عاشوا الحلم بكل تفاصيله الجميلة، كمشروع نصراوي لأغنية حالمة، صاغ لحنها ملحن “عبقري” عاشق للفن، وعاشق لناديه، ولكن تدخلات في النص المكتوب وإضافات اقتحمت سور الفرقة الموسيقية بنظرية “شيل وحط”، والماسترو القائد فقد النوتة “الأصلية”، في تلك الليلة وجد الكلمات تبحث عن لحنها “المفقود”، والكل يستمع، جمهور غفير ينتظر “يترقب” لحن “الخلود”، لكن الأصوات “تداخلت” في بعضها البعض، والأدوات الموسيقية مع تلك الإضافات “الزائدة”، ونقص لأسماء أبعدت، باتت نبرة الصوت فيها “نشاز”، وبالتالي ضاع المشروغ، وغاب الحلم في سماء ليلة زرقاء، وفي زوبعة لحن “نصر” جميل لم يكتمل.
ـ قاعة الحفل في ذلك المساء “الأزرق” لم تحتفِ بصاحب المكان، إنما كان لـ “الضيف” كلمة ولحن أغنية اكتملت في كل ركن من أركان تلك القاعة تسمع موسيقى هادئة وصاخبة في آن واحد، وعلى طبقة صوت واحدة، ليس فيها نشاز، تغني بروح سلطنة فنان محترف، وبسيمفونية “الإبداع”، عنوان نصها الأصلي “أنا الهلال” اسمي مكتوب في لوحة “الشرف” الآسيوي، وجمهور يصدح مباركًا بأعلى صوته “الأرض أرضي والزمان زماني”، هكذا كانت النهاية، وما زال للأمل بقية ولحن “فرح” هلالي يتجدد، لعله يكتمل في فرحة إنجاز باسم الوطن.