|


طلال الحمود
كوزمين الثاني
2021-10-23
مع قدوم الروماني كوزمين كونترا لتدريب الاتحاد، لم يكن أكثر أنصار الفريق تفاؤلًا ينتظر أن يصبح المدير الفني الجديد محل جدل وانقسام في ذروة تألق اللاعبين وحال الانسجام التي قادت الاتحاد لتحقيق انتصارات مهمة كانت بمثابة خير ترحيب لخليفة البرازيلي فابيو كاريلي.
وغالبًا سيتصاعد الجدل بشأن كوزمين وأهليته لقيادة الاتحاد، بعدما بدأت علامات الإحباط تظهر على بعض اللاعبين من الذين كانوا يخوضون المباريات بمستوى لافت خلال فترة المدرب السابق، إذ لم يعد البرازيلي رومارينيو يساوي نصف ثقله في الملعب، فضلًا عن الأداء التنازلي للاعبي المنتخب بدءًا من مباراة الفريق أمام ضمك ومرورًا بالخسارة أمام الشباب في جدة، ومع أن من يتولى تدريب الاتحاد يعتبر محظوظًا، لأن جماهير هذا النادي تعتبر الأكثر دعمًا للمدرب والأطول صبرًا على النتائج المتواضعة، إلا أن كوزمين ربما يفقد احترام المدرجات باكرًا، خاصة أن تعامله مع المباريات “بما فيها التي انتهت بالفوز” لم يكن مقنعًا أو بعيدًا عن الانتقادات.
تجربة الاتحاد مع المدربين القادمين من رومانيا لا تحمل الكثير من اللحظات السعيدة، باستثناء فترة الجنرال يوردانيسكو وانتصاراتها، إذ لم يترك بيتوركا أو بولوني ما يمكن أن يشفع لأبناء بوخارست بالحصول على فرصة لتدريب الاتحاد مجددًا، وغالبًا دارت هذه الأفكار في أذهان أنصار الفريق، إلا أن أحدًا لم يرجع إليهم عند التعاقد مع كوزمين كونترا، وأيضًا لم يستأذنهم أحد في الاستغناء عن فابيو كاريلي الذي قاد الفريق من حال الهزال إلى مرحلة التعافي تدرجًا.
من مهام إدارة النادي البحث عن الأفضل ومعالجة السلبيات، إلا أن تغيير حال الاستقرار إلى مرحلة التخبط وتراجع الأداء من خلال عدم إيجاد البديل الناجح، خطأ كفيل بنسف إنجازات الرئيس أنمار الحايلي وعضده أحمد كعكي، وربما يعيد الاتحاد إلى الدوامة مجددًا بعدما قطع الفريق مرحلة متقدمة في مشروع العودة إلى الواجهة، خاصة أن مبرر الإدارة في الاستغناء عن المدرب البرازيلي يتمثل برفضه التعاقد مع مهاجم، علمًا أن منتخبات كبرى في العالم لم تعد تستعين برأس الحربة التقليدي، بل إن ألمانيا نالت كأس العالم في 2014 بلا مهاجم.!
يقول المثل الإنجليزي: “طالما كانت تعمل فلا تحاول إصلاحها”، وكان على مسؤولي الاتحاد التعامل مع الفريق بهذه الطريقة، خاصة أن التغيير لا يجلب دائمًا الأفضل، ولم يكن من المستحسن اتخاذ قرار مهم بناء على مبررات فنية تعتبر من شأن الجهاز الفني.