|


د. حافظ المدلج
تفاصيل الديربي
2021-10-26
انتهى الديربي الأهم في تاريخ “الهلال والنصر” بفوز مستحق لزعيم القارة المتوّج بسبعة ألقاب آسيوية منها ثلاثة لدوري الأبطال، وكما توقع الكثيرون فإن اللقاء كان كثير التوتر قليل الفرص نظرًا لحساسية المباراة التي لا تقبل القسمة على اثنين والفوز بها يعني الكثير للطرفين، ولذلك يمكن القول إن “الهلال” قد كسب اللقاء الكبير قبل أن يبدأ لأنه اهتم بأدق “تفاصيل الديربي”.
“إدارة الهلال” التزمت الهدوء وابتعدت عن التصريحات والبيانات وتمكنت من عزل النجوم عن أي مؤثرات خارجية، ورغم أهمية المباراة إلا أن الإدارة الحكيمة تعاملت معها بمنتهى الحكمة التي ساهمت في تخفيف الضغوطات عن المعسكر الأزرق كأهم “تفاصيل الديربي”.
“نجوم الهلال” استثمروا خبرتهم الطويلة في المنافسات الآسيوية فتعاملوا مع المباراة كما يجب من حيث ضبط النفس والالتزام بتعليمات المدرب وتوزيع الجهد وغيرها من متطلبات كسب اللقاءات الكبيرة، وقد لاحظت الدور الهام الذي لعبه كل من قائد الفريق “سلمان الفرج” ومحرك الشغف وضابط إيقاع المشاعر “جوميز” فكان تأثيرهما الإيجابي من أبرز “تفاصيل الديربي”.
“جمهور الهلال” كان قوة زرقاء رجحت كفة الفريق من الناحية النفسية حيث غطوا بأصواتهم جميع أرجاء “مرسول بارك” وكأن المباراة على ملعبهم، فكان دعمهم لنجوم الزعيم مستمرًا لم يتغير بتغير أحداث المباراة وظروفها، ولذلك كانوا جزءًا لا يتجزأ من “تفاصيل الديربي”.
“إعلام الهلال” استفاد من خبرة السنين وتراكم التجارب الآسيوية فتحدث بعقل حول احتمالية الفوز والخسارة، بل إن كثيرًا منهم أقر برغبة “النصر” وحاجته للمجد الآسيوي، وكان التعامل مع تلك الرغبة بتوازن وانضباط هو أحد أسباب فوز “الهلال” الذي استحضر خبرته في المعترك القاري فأثمر بالتأهل للنهائي الذي سيلعب في ظروف مختلفة تمامًا عن “تفاصيل الديربي”.

تغريدة tweet:
الحديث عن النهائي سابق لأوانه ولكنني أذكر البيت الأزرق بالنهائيات التي وصلوا لها في السنوات السبع الماضية، فيتجنبوا الاحتفال المبكر الذي سبق نهائي 2014 ضد “سيدني”، ويدعوا الله بعدم تكرار سوء الحظ والإصابات التي لازمت الفريق في نهائي 2017 ضد “أوراوا”، وأن يكرروا سيناريو التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة الذي جلب المستعصية في نهائي 2019 بين “الرياض وسايتاما”، فيقيني أن الالتزام بذات النهج سيحقق الثامنة والانفراد بزعامة آسيا بإذن الله، وعلى منصات التتويج القاري نلتقي.