|


رياض المسلم
فهد المولد.. وفقاعات الاتحاديين
2021-10-26
في كل فريق يبرز لاعب، وسرعان ما تنقله موهبته إلى مرتبة النجومية، فيستمر في تلميعها بالعمل الجاد حتى تتشكَّل “أسطورة كروية”، لكنَّ الوصول إليها لا يكون بعشق الجمهور، أو بصناعة الإعلام، بل من خلال الإنجازات والأرقام، وقبل ذلك الموهبة الفطرية..
ويتفاخر عشاق الأندية بأساطيرهم ونجومهم الحقيقيين، على سبيل المثال في النصر ماجد عبد الله، فعلى الرغم من الاعتزال قبل سنوات طويلة، إلا أن سيرته لا تزال على لسان كل عاشق للأصفر، فهو الذي فرض موهبته التهديفية على الجميع، ولم يترك مجالًا لانتقاده، فبلغ أعالي المجد، وأضحى أحد الأركان الراسخة في البيت النصراوي، فلا يمكن لأحد أن يزعزعه، ناقدًا كان أم كارهًا..
ليس في النصر فقط، فلدى أغلب الأندية السعودية لاعبون من فئة النجوم، شكَّلوا تاريخًا مهمًّا في مسيرة النادي، وباتوا مضربًا للمثل للجيل الصاعد، ما عدا نادٍ واحد، ظل يصدّر لاعبين “جيدين” على أنهم نجومٌ كبارٌ، ويفرضهم على الساحة الكروية عنوةً من خلال بعض الصحافيين العاشقين لهم، أو عبر هوس عدد من الجماهير في صناعة نجم كبير أسطوري على غرار الأندية الأخرى..
لا يحتاج النادي الذي أعنيه إلى تلميح، إذ يتفق الكثير على أنه الاتحاد، وسؤالي: مَن النجوم الكبار الذين قدَّمهم الاتحاد في السنوات العشرين الأخيرة، ويقارعون الأسماء التي ظهرت في الأندية المنافسة؟!
صدَّر لنا الاتحاديون محمد نور على أنه لاعب أسطوري، بل ويكاد يدخل الـ “توب فايف” في قائمة أفضل اللاعبين في السعودية، لكن المتتبِّع الجيد يراه لاعبًا يملك القدرة على السيطرة على الكرة، أو ما يسمَّى بـ “التحضين”، وبهذه القدرة أصبح لاعبًا خرافيًّا في أعينهم، وهو لا يتخطى كونه لاعبًا عاديًّا، خدمته ظروف عدم وجود لاعب نجم في الاتحاد، ويملك “كاريزما” خاصة، جعلت الاتحاديين يصنِّفونه أسطورة الأساطير، ولا أعتقد أن مدربًا حاليًّا سيستعين بلقطات لمحمد نور ليستفيد من أدائه اللاعبون الصغار..
انتهى زمن محمد نور، ويشكر على ما حققه من إنجازات للكرة السعودية في الاتحاد والنصر والمنتخب، مثل حال الكثير من اللاعبين المحليين ممَّن لم يرتقوا إلى مرتبة الأساطير..
تجربة الاتحاد في صناعة النجوم “الوهميين” تتكرر مع فهد المولد. يطالب متصل عبر أحد البرامج الاذاعية بأن يمنح فرصًا جديدة، مبينًا أنه سيطوِّر مستواه الفني، ومع الأسف، هذا العاشق للفهد لا يدري أنه يلعب منذ أكثر من عشرة أعوام مع الفريق الأول..
المولد لا يتخطى كونه لاعبًا عاديًّا يا معشر الاتحاديين، فلا تقنعوا الوسط الرياضي بأننا أمام نجم كبير، فليس هو سالم الدوسري، أو سلمان الفرج، أو بقية النجوم الحقيقيين في كرتنا..
تضخيم المولد جعله يعتقد أنه نجم كبير، فيستحيل أن يتم استبداله، ما جعله يتهجَّم على مدربه في مباراة الشباب الماضية في مشهد غير لائق، وكان من المفترض أن يشكر مدربه كونه أنقذه من حالة العبث الفني الذي يقدمه..
احترمت قرار المدرب بمعاقبته عبر إبعاده عن الفريق في المباراة المقبلة، وكذلك خصم الإدارة من راتبه، كما تشير الأنباء الصحافية، وهذا شأن اتحادي لا دخل لنا فيه، لكن العقوبة الأكبر في حق عشاق كرة القدم بأن يصنَّف فهد المولد نجمًا كبيرًا، وهو فقط لاعب يجيد السرعة دون التحكم بها. ولا يعني تسجيل هدف جميل في مرمى منتخب اليابان أو غيره بأنه لاعب أسطوري، وإلا لكان راشد الدكان أفضل من ماجد عبد الله.