|


أحمد الحامد⁩
فن الأسماء
2021-10-27
اختيار الأسماء المناسبة للشركات والمؤسسات أو للبرامج التلفزيونية والمجالات المختلفة صنعة يجيدها الموهوبون في اختيار الأسماء، وانصافًا لهم فموهبتهم لا تقل عن أي موهبة في أي مجال فني أو أدبي، ومهما كانت فكرة المشروع التجاري أو الفني ممتازة إلا أنها لن تكون كذلك إلا إذا كان اسمها مناسبًا ومساعدًا لانتشارها.
يقول صاحب ماكدونالد، الذي أخذ الفكرة الأصلية من شقيقين افتتحا مطعمًا يعمل بطريقة فريدة، إن الذي شدَّه ليتوقف عند مطعم الشقيقين هو الاسم (ماكدونالد)، ويقول بأن الاسم جذبه قبل أن يعلم بأن الشقيقين ابتكرا طريقة فريدة في تقديم الخدمة، حيث لا تستغرق خدمة تقديم (همبرجر) باللحم المشوي أكثر من دقيقتين، في الوقت الذي كانت المطاعم تقدمه بمدة من 25 إلى 30 دقيقة. معظم الذين من جيل السبيعنيات والثمانينيات الميلادية التقطوا صورهم في تلك الفترة بكاميرا (كوداك)، وكانت هذه الماركة هي الأكثر انتشارًا لأنها بالإضافة لمستواها الجيد فقد كان سعرها معقولًا وأفلامها متوفرة في كل مكان، قبل مدة قرأت عن كوداك وحاولت معرفة المعنى لكلمة كوداك، خصوصًا وأنني أعاني من ضعف باللغة الإنجليزية وبطئ في تعلمها، ما اكتشفته أن لا معنى لكلمة كوداك! وأن مخترع هذه الكاميرا ومؤسس شركتها جورج أيستمان اختار الاسم قائلًا: من المستحيل لفظه بشكل خاطئ! وكان أيستمان محقًا فلا أحد يلفظ الاسم بشكل خاطئ وهذا ما عزز حفظ الاسم وانتشاره. بقي أن أقول عن كوداك إن الصور التي التقطت في رحلة أبولو للقمر كانت من كاميرا كوداك، ولا أدري إن كانت سهولة لفظ كوداك هي من جعلت ناسا تختارها! هل تظنون أن علماء الفضاء يفكرون بهذه الطريقة؟ إن كانوا كذلك فأنا مع الذين يقولون إن الصعود إلى القمر تم تصويره في استوديوهات هوليود! ما زلت ومنذ سنوات إلى اليوم أشتري من محل ملابس إيطالية دون أن أحفظ اسمه، وكلما سألني أحد الأصدقاء عن المحل الذي اشتريت منه الجاكيت أصف له العنوان، لأن الوصف مهما كان طويلًا أسهل من نطق اسم المحل الإيطالي!