|


عبدالرحمن الجماز
نفس الأسماء.. نفس الفشل
2021-10-28
اجتمع نائب رئيس نادي الاتحاد أحمد كعكي، المشرف العام على كرة القدم، الثلاثاء الماضي برئيس لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم السويسري مانويل نافارو، ورئيس دائرة التحكيم فرهاد عبد الله، حيث شهد الاجتماع حضور أعضاء الجهازين الفني والإداري في النادي، وتم خلال الاجتماع مناقشة بعض الحالات التحكيمية المتعلقة بمباريات الفريق الأول لكرة القدم.
واستمع السويسري نافارو (بحسب الخبر الذي نشرته الرياضية) إلى مرئيات نادي الاتحاد، حول ما تعرض له الفريق من أخطاء تحكيمية ساهمت بصورة مباشرة في التأثير على نتائج مباريات الفريق خلال الفترة الماضية. ومثل هذه الاجتماعات والزيارات التي تقوم بها لجنة الحكام، لا تقدم ولا تؤخر، وتأتي بمثابة المسكنات ولا تقدم حلولًا ناجعة، فقد سبق هذا الاجتماع، أخرى مماثلة مع أندية أخرى في مواسم سابقة، ولكنها ظلت عديمة الجدوى وخالية من أية حلول. هذه الحقيقة بكل أسف.
وفي واقع الأمر، ظل التحكيم وخاصة المحلي منه محورًا ثابتًا في كل مشكلة تتعرض لها الأندية، وأصبح الشماعة الجاهزة لكل إخفاق، والحلقة الأضعف والمبرر الجاهز الذي تقدمه إدارات الأندية قربانًا جاهزًا للذبح في مواجهة كل فشل.
هذا لا يعني بالتأكيد سلامة مواقف الحكام في إدارة المنافسات الكروية السعودية، ولكنهم بكل تأكيد ليسوا كل المشكلة التي تواجه الأندية.
صحيح أن فشلًا متراكمًا واجه الحكم المحلي، نتيجة سياسات فاشلة انتهجها اتحاد اللعبة في سبيل تطويره، لم تستند إلى خطة شاملة تسعى لخلق جيل جديد من الحكام، بل ظلت تراوح في نفس المربع من حيث تصدير نفس الأسماء ومنحها فرصًا متوالية، رغم عدم نجاحها، أو على الأقل أنها لم تتطور.
والتحكيم سيظل صداعًا مزمنًا لا حلول جذرية له، ولكن بالإمكان إيجاد تحسينات تقلل من أخطائه، متى ما توافرت الإرادة الحقيقية لصناعة جيل جديد، ولا تلغي الاستفادة من التطورات التي دخلت عالمه من خلال الاستخدام الأمثل لتقنية (VAR) التي فشل الحكم المحلي في استغلالها بشكل يقلل من كوارث التحكيم، بل الذي حدث هو العكس تمامًا.
حتى الاتحاد السعودي لكرة القدم، هو نفسه وقف عاجزًا عن الحل، بل إنه كان جزأ من المشكلة، بوضعه شروطًا مالية مبالغ فيها لاستقدام الحكم الأجنبي، الذي ربما كان تواجده بشكل أكبر، عاملًا مهمًا في تخفيف حجم الضغوطات التي تواجه الحكم المحلي، وتقلل من سهام النقد التي تطاله كل يوم، ولكن حتى هذه الخطوة لم تحدث في ظل تعنت غير مبرر من قبل اتحاد اللعبة.