|


رياض المسلم
7 جوائز.. و«البخت ضائع»
2021-10-31
قالوا في زمن مضى: “ما يحك جلدك مثل ظفرك”. تلك المقولة استمرت ولا تزال تتدفق في شرايين حياتنا، وعلى الرغم من اختلاف مواضعها، إلا أنها تبرهن على أنها صالحة لكل الأجيال، وقد عجز الزمن عن حجبها. والإعلام ليس مستثنى من تلك المقولة الخالدة، فوسط تجاهله لها في أوقات عدة، لكنه سرعان ما يتعرَّض إلى “جلطة” يفوق بعدها..
جاء في الخبر، الذي بثته وكالة الأنباء السعودية قبل أيام، “تتويج هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية بسبع جوائز في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون”، الذي اختتم دورته الـ 21 في تونس. ولكون الخبر لم يحظَ بالتغطية الجيدة من قِبل كثير من وسائل الإعلام المحلية، وفي “السوشال ميديا”، ومرَّ مرور الكرام، وكأن “تصنيف” الجوائز والإنجازات لم يعد الخبر الجاذب في نظرهم، مع الأسف، سأذكر تلك الجوائز هنا، مع المباركة لأصحابها والسعوديين جميعًا بها، وهي البرامج التالية: “رفقًا بهم”، و”سعودية”، و”شباب الرؤية”، و”التوعية العامة”، و”رحال”، و”العبقري الصغير”، ومسلسل “اختراق الجزء الأول “، وقد شارك في الدورة 235 عملًا في كافة المسابقات.
إنجاز يسجَّل باسم الوطن، ويبرهن التطور اللافت في عمل هيئة الإذاعة والتلفزيون في السنوات الأخيرة بعد اعتمادها على أبنائها، والبحث عن الكفاءات ومنحهم فرصًا حقيقية، واستقطاب جيل جديد من السعوديين والسعوديات الموهوبين في مجال الإعلام، لتثمر الشجرة في حي الوشام، وتحمل أغصانها فواكه مختلفة الطعم ولذيذة لمَن يعرف تذوُّقها ولا يرميها بالحجارة..
فوز التلفزيون السعودي والإذاعة بهذه الجوائز تزامن مع تصريحات جورج قرداحي، المذيع السابق وسيئ الذكر الحالي، ويكفي ما كتبه الكاتب الكبير عبد الرحمن الراشد في مقاله، أستقطع منه: “تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي ليست بذاتها تستحق الرد، الرياض أكبر من أن تؤثر فيها تصريحات وزير لا قيمة له في بلده لبنان نفسه”..
التزامن بين الجوائز السعودية، وتصريحات سيئ الذكر، يكشف لنا واقع التحذيرات التي نادى بها الكثير من أبناء مجتمعنا بعيدًا عن مواقعهم، إذ أجمعوا على ضرورة منح الفرصة لأبناء الوطن الغالي في الإعلام، وأن تكون لهم الأولوية في برامج القنوات المنتسبة إلى السعودية، فليس قرداحي وحده الذي أساء لنا، فالقائمة هنا تطول، ومثل هؤلاء لا يستحقون أن يُقدَّم لهم الدعم، أو أن يتدربوا، ويبرزوا من خلال تلك القنوات المصنَّفة بأنها سعودية، من ثم يعضون الأيادي التي امتدت لهم، لكنَّ الضرر يقع على أسنانهم، فتتكسَّر “ابتسامتهم الهوليوودية الخادعة” تحت الأيادي الحديدية التي تدافع وتذود عن وطننا ضد أي معتد..
لذا.. على جميع القيادين في وسائل الإعلام السعودية المختلفة، أن يعوا الدرس جيدًا، ويمنحوا الفرصة لأبناء الوطن، ويستثمروا فيهم، فذلك سيعود عليهم بالمنفعة مستقبلًا، وإن لم يكن فلن يضرُّوا وطنهم.