أحمد الحامد⁩
جرعة تعزيزية
2021-11-08
كلما شاهدت عودة الحياة إلى طبيعتها وشعرت بأن العالم تجاوز كورونا، أقرأ وأسمع ما يقول لي ليس بعد. غريب أمر كورونا وما نسمعه عنها، ففي بريطانيا التي خففت من الإجراءات الاحترازية، وصلت الإصابات قبل شهر إلى أكثر من 50 ألف إصابة يومية.
ومع أن الرقم انخفض لكنه ما زال يتخطى حاجز الـ 25 ألفًا، بينما سجلت الصين صفر إصابات وهي البلد الذي قيل إن كورونا انطلقت منه، وفي الوقت الذي أنهت فيه دول عدة إجراءاتها الاحترازية لانخفاض الإصابات توقعت دول أخرى أن تعيش موسمًا شتويًا شديد الكورونية، أما الجرعة التعزيزية الثالثة من اللقاحات فبدت مثل الاعتراف الصريح بأن الانتصارات التي حققها الإنسان في دفاعه ضد كورونا لم تكن كاملة، أو أن كورونا لم تكشف كل أسرارها، الواضح أن عموم الناس في العالم اعتادوا على الحياة مع الجائحة حتى إنهم لم يعودوا يهتمون بجديد المتحورات وأسمائها، آخر متحور قرأت عنه كان دلتا بلس، وبلس ذكرتني بالإصدارات الجديدة للهواتف النقالة، أعتقد أن الناس تجاوزوا مرحلة الخوف من كورونا لسببين الأول وجود اللقاحات الفعالة والثاني أنهم اعتادوا على الأوضاع التي سببتها كورونا، والإنسان عندما يعتاد أول ما يزول عنه هو الخوف، تمامًا مثل سكان المدن في الحروب عندما يعتادون ويمارسون حياتهم على أصوات الصواريخ والانفجارات. مع كل ما حصل من كورونا إلا أننا نحن سكان الألفية الثالثة نعتبر من المحظوظين كوننا في زمن طبي متطور، ولم ندفع الثمن الذي دفعه جيل الإنفلونزا الإسبانية عندما كان الضحايا عشرات الملايين. الجيد أن كورونا مع كل متحوراتها يقابلها جهد كبير من العلماء وأن الوقت في صالحنا، ومن يدري فقد يأتي اليوم القريب الذي يكون فيه علاجها حبة صغيرة مثل التي نتناولها عندما نشعر بالصداع.