|


أحمد عيد
في مجلس الفيصل
2021-11-08
في المجالس العامرة دائمًا ما يكون الحديث مثمرًا ومفيدًا. كنت في مجلس الأمير خالد الفيصل ففيه يحلو لي الحديث عن الرياضة والقيم التي بنيت عليها منذ تأسيس الأمير عبد الله الفيصل لها. في ذاك المساء تحدث الأمير عن تكوين اللاعب السعودي واحتياجه لمشاركات كروية ذات مستوى عال للارتقاء بمنافساته، فأتت فكرة قيام دورة الخليج العربي لكرة القدم، وهي من بنات أفكار سموه التي ندين لها بالفضل بما نحن عليه اليوم من تطوير الذات الكروية والبناء.
تحدث سموه عن رجالات الخليج الذين ساهموا معه في هذا الحلم الخليجي العريق، فذكر بعض الأسماء التي ساهمت وبقوة في تبني هذه الفكرة، وذكر مسؤول دولة قطر، وعرفت فيما بعد أنه الأستاذ أحمد علي الأنصاري ممثل دولة قطر في أواخر الستينيات الميلادية، شاقني الحديث فقررت أن أزوره وأتحدث معه وتحقق لي ما قصدت والتقيت به.
لقد التقيت رجلًا يحمل في جعبته إرثًا وتاريخًا رياضيًا جميلًا مع تواضع جم وخلق نبيل. تبادلنا الأحاديث عن أمور كثيرة، ولكن دورة الخليج أخذت منا جل الاهتمام لأنها الأساس، وسوف أحزم حقيبتي وألتقي بصناع المجد الخليجي في الشقيقة الكويت، البحرين، الإمارات وعمان ثم العراق واليمن. وخلال الأمسية الرائعة مع سموه تحدث حفظه الله عن ما كان يدور في خاطره في ذلك الوقت من فكرة الابتعاث الرياضي إلى الدول المتقدمة رياضيًا ودعم الحكومة لهذا المجال، فكان يتحسر على اندثار هذه المواهب في مهدها، فأخبرته عن برنامج الابتعاث الكروي إلى إسبانيا أحد برامج وزارة الرياضة السعودية في تطوير المواهب، فسُرَّ بها وأثنى عليها، ولإيماني بالفكرة والهدف والمضمون قبلت دعوة الأخ هشام طاشكندي مدير البرنامج لزيارة المركز في مدينة سالو في إسبانيا قرب مدينة برشلونة الذائعة الصيت كرويًا، فسّرني ما شاهدت تنظيمًا وفكرًا وأدوات تصنع الأبطال.
قضيت أربعة أيام عشت فيها حلم الأميرين خالد الفيصل قبل خمسين عامًا وعبد العزيز بن تركي الفيصل صانع المراد وتمكين حلم كل طفل يرغب في ممارسة رياضة كرة القدم محترفًا. في نادي برشلونة أُنشئت أكاديمية لكرة القدم والألعاب الأخرى بأعلى مستوى يشرف عليها اختصاصيون في شتى علوم المعرفة مع الاهتمام بالتعليم والعلاقات الاجتماعية والأسرية والثقافات العامة إلى جانب الرياضة. فيها نظام صارم وأُسس وأخلاقيات ومنهج حياة ليس فيه مجاملة أو تنازلات، إنها ثقافة الرياضة العالمية. موضوعان من مجلس الأمير خرجت منهما بحصيلة أسبوعين أجوب فيها الأمصار للمعرفة والتأمل. فكم نحن محظوظون في هذه الدولة بحكومة تصنع القرار وتعطي الفرصة لتحقيقه، فليس لدينا اليوم أي عذر سوى العمل والتنافس لتحقيق الإنجازات وسنصل بحول الله وقوته.