|


تركي السهلي
حالة النصر
2021-11-08
استطاع نادي النصر استقطاب لاعبين جيّدين، لكنّه لم يتمكّن من تكوين فريق جيّد، وهذا أمر ربما حدث بسبب التعاقب بين الإدارات وحالة الإثبات أو الكسب من عنصر إلى آخر، بجانب أن فكرة بناء مجموعة تحمل روح التحدّي لم تكن حاضرة في أي مرحلة نصراوية أخيرة.
لقد بدا الأصفر محيّرًا للأغلب ولم يصل أحد لمعرفة ما الذي يحدث في ظلّ العدد الكبير من العناصر الفنيّة، ولماذا لم يستطع أن يظفر بما يوازي الضخ المالي والكوادر الإدارية المتمكّنة.
قبل أيّام والقصّة واضحة جدًا ولا تحتاج إلى شرح أكثر فالموضوع يبدأ وينتهي عند البناء القوي.
وللمعرفة وربما للتطبيق فلنتعمّق فيما قاله المدرّب الإيطالي الكبير أنطوني كونتي عقب توليه تدريب توتنهام الإنجليزي وكيف أن حيّز هائل يوضع لإعلاء شخصيّة الفريق من ناحية ذهنية قبل الحديث عن الجوانب الفنيّة.
تحدث كونتي بعد تعادل فريقه مع إيفرتون حول سعادته من رؤيته للروح المعنوية والقتالية بين اللاعبين والشغف والإرادة للقتال والتضحية وأن كل ما لمسه جعله أكثر ثقة بالمستقبل، ثم يقول كونتي: “يمكنك تعليم لاعبيك الجوانب الفنيّة والخطط لكن الروح والشغف والعزيمة فلا”.
هذا حديث واحد من أعظم المدربين في العقد الأخير ورجل صاحب تجربة ضخمة في المنافسات الأوروبية والدولية وما طرحه وصرّح به يثبت المنهج الدائم لكبار المدربين في المزج بين العقل والجسد وبين النفس والحركة.
الحقيقة التي لا جدال معها أن الفرق لا تُبنى بطرق ذات مسار واحد بل بتعدّد الطرق وبدأب لا يتوقف وأن اللاعب يمثّل حالة متابعة دائمة وغوص في تفاصيله حتى الوصول للمفاتيح والدفع بكل مكنونه النفسي إلى درجات مرتفعة لكي يكون العطاء مرصوصًا من أكثر من لبنة.
ودور المدرب في محيطنا الكُروي يقتصر على الإعداد البدني والتجهيز الفني، لذا نرى عمليات إقصاء كثيرة تحدث لهم من الإدارات والأمر وفق ذلك يبقى عند المفهوم الناقص للتعامل مع مكوّنات الفريق الواحد.
ونحن نُكثر من العاملين الإداريين في الأندية ونضعهم إلى جانب المدرب في كرسي الاحتياط ونسمح بتواجدهم معه في معظم التفاصيل، وهم المرافقون والمتحدثون والمؤثرون وهذا خلل عميق لابد وأن يتوقف.
إن حالة النصر ومع كل التعقيدات لا تبدو صعبة ويمكن التعامل معها على نحو سليم متى ما أدركت الإدارة أن العناصر الزائدة لابد وأن تسقط من الجسم وأن زمن التحفيز الفردي الغير مبني على أسس علمية ونفسية ولّى وانتهى.