|


تركي السهلي
الانقسام المُريح
2021-12-11
من جديد ينقسم الرأي الرياضي حول المنتخب. هذه المرّة يبدو مُريحًا مع بطولة كأس العرب في قطر. الانقسام حدث بسبب الظهور الباهت للأخضر في الدوحة ومغادرته المنافسات من الخطوات الأولى. والأمر يحتاج إلى تشريح حتى نكون أمناء وصُرحاء مع منتخبنا ومسؤوليه. ثم نطرح الأسئلة دون أن نحمل نوايا غير سليمة إنّما من باب خوفنا على صورة كُرة القدم لدينا.
وإذا كان الهدف تقديم وجوه جديدة ترفد الأوّل وتكون في المستوى الأساسي للمستقبل، فإنّ ذلك لم يتحقق ولم يبرز اسم واحد يمكن أن نقول عنه إنّه فرس الرهان ونجم الأيّام المقبلة. كُل ما نستطيع أن نذكره من مبارياتنا العربيّة أن الوضع كان هادئًا على الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولم نشاهد مسؤولاً ينبري للمهمّة ودارت المباريات دون ضجّة وبقي المسؤول في منطقة راحته وما جناه من تقدّم للأخضر في التصفيات النهائية لكأس العالم عن قارّة آسيا. لم يرد ـ على ما يبدو ـ الواقف على الأوضاع، أن تُفتح خانة لن يستطيع سدّها لو شارك الأوّل وتعثّر.
وبالنظر إلى ما دار فإنّ مجموعة العناصر ركضت على أرض ملاعب المونديال دون أن يكون لها تصنيف لا من حيث العمر ولا الفئة، ولم يكن هناك أي ملامح للاعبين ومدربهم ولا حتى الغاية من اللعب. كان تواجد لا قيمة له ولا معنى.
في الجانب الآخر، فإن التحليل للمسألة من جانب تهيئة أفراد غير مُحدّدين الظهور في المنتخب الأوّل وغير دائمي الثبات يمكن أن يكون مقبولاً لو وضعنا في الاعتبار أنها في هذا الاتجاه وأعطت فائدة من حيث اللعب والدخول في التشكيل وحمل الشعار الأخضر. لكنّ، هل ذلك يكفي؟
الواقع يقول إن الخيارات كان يمكن لها أن تتسع لتشمل عناصر مُهيأة أكثر في الفرق مع وجود نحو 400 لاعب سعودي في الأندية المحليّة، كما أن الدورات المُكثّفة للمدربين الوطنيين كانت ستُعطي لنا أكثر من اسم وتُقدّم لنا مُدرّبًا وطنيًّا. في هذا الإطار سجّل الاتحاد الأهلي فشلاً ولم يستفد من البطولة تحت أي دافع.
ومع الاعتراف بأن معظم الذين ظهروا في التشكيل يلعبون مع أنديتهم في الدوري، لكن التحديد لم يكن واضحًا فاختل الأمر وسقطت التجربة.
الآن، ليس الموضوع مُنطلقًا من اللوم أو التقريع لمجلس إدارة الاتحاد ومعه المدير الفني الأوّل هيرفي رينارد، إنّما لمعرفة كيف نُخطط لمسيرتنا ومدى المقدرة التي نتمتع بها في رسم السياسات وتحقيق النجاح.