|


تركي السهلي
لقاء نائم
2021-12-13
اللقاء الذي سيجمع النصر بالهلال سيكون نائمًا على الأرجح. الخميس المقبل لن يحمل سوى مباراة متباينة المواقف بين القطبين الكبيرين. الوضع النصراوي متراجع إلى درجة كبيرة، والأزرق تخنقه التعادلات، ولا تفكير يشغله سوى مونديال الأندية. يبدو أن النعاس أخذ من الناديين ما أخذ، ولم يدبّ النشاط في جسديهما بعد. “العريجاوي” يسير ببطء، والقاطن في “طويق” لم ينهض وينطلق.
والأمر لا ينبئ عن نزال قوي إلاّ إذا عكس الفريقان ذلك، وأظهرا شيئًا من حضورهما التاريخي العريق، وأعطيا المباراة حقها من الاهتمام، ومنحا الجماهير متعة ينتظرها الجميع.
الأزرق سيكون بين غروره بفتح “السقف” وإغلاقه للمعايير السابقة للعقود ومقدمّاتها، وهو يُعلن قبيل اللقاء تنصيب سالم الدوسري أغلى لاعب سعودي عبر التاريخ بـ52 مليون ريال، وهو يتحرّك في سبيل الاستقطاب المبني على العمُر، كما حدث مع سعود عبد الحميد، علّه يُلاحق الأصفر، الذي غنم الأسماء الشابّة، ووضعها في أرصدته الفنيّة. وفي الجانب الآخر، النصر في تطاحن داخلي بين أنصاره حول المُدرّب الجديد، وظهور مُكثّف في المساحات بين الوليد بن بدر وفيصل أبو ساق. مسلّي آل معمّر يتوارى عن الأنظار إلاّ من تغريدة “صمت”.
كُل شيء يقول إن “الديربي” مشغول عمّن ينتظره، وهو لم يُعطِ الأنصار سوى التوقيت الزمني فقط.
والانعكاس الحاصل كان من موقعة نصف النهائي الآسيوي، التي جمعت الفريقين وانتهت بانتصار هلالي وعذاب نصراوي. فعلى ما يبدو اكتفى الهلاليون بتلك الليلة على اعتبار أنها أودِعت التاريخ بما يشبه العلامة التي لن تختفي، كما أن تداعيات ذلك اللقاء عصفت بكل ما في النصر ولم يتعافَ من تبعاته.
إنّ الغيبوبة الصفراء الصعبة ستكون في أمل الاستفاقة من فوز على الزُرق كُلّهم من لاعبين ومواقف وجماهير، وفي حال حدث ذلك سيكون حالة مؤقتة لا تُعبّر عن النصر بالكامل، إذ أنها ستمنحه تقليصًا في النقاط والبقاء في مسافة التتابع نحو المراكز ولا أكثر من هذا. هذه كل ما ستُعطيه المباراة للصُفر حتى ولو ظهروا بعكس ذلك. وفي حال أخذ الهلال من النصر النقاط ستكبر المشاكل في الأصفر المُثخن أساسًا بالجراح وستزداد نغمة “ ارحل يا مسلّي”. ساعة الالتقاء المقبلة هي الأولى للمدرب النصراوي “روسو”. الجميع يترقّب رؤيته، إمّا “باوزا” جديد أو مجرّد اسم أرجنتيني قادم من بلاد الفضّة يلاحقه العُمر وبعض النصراويين المتمرّدين على الإدارة.