عجبت لأمر الأعزاء الهلاليين، فهم يؤكدون أن بطولات آسيا واحدة، وأنها تأتي امتدادًا لبعضها بعضًا منذ البداية في عام 1967م، مرورًا بعام 2003م وحتى يومنا الراهن، رغم اختلاف المسميات والطريقة وبعض الأنظمة، وعندما تحدثهم بنفس المنطق عن الدوري السعودي يرفضون مبدأ امتداده للبدايات منذ عام 1372هـ أو 1377هـ عندما كانت الرياضة تحت إشراف إدارة الشؤون الرياضية التابعة لوزارة الداخلية، التي كان وزيرًا لها آنذاك الأمير عبد الله الفيصل ـ رحمه الله ـ فهو الذي أمر بتنظيم أول دوري سعودي، كما جاء في حديث الأمير خالد الفيصل ـ حفظه الله ـ كشاهد على العصر وهو الذي تسنم بنفسه الهرم الرياضي في عام 1386هـ، وهو أيضًا ما أكده لي شخصيًّا الدكتور صالح بن ناصر، الذي كان مديرًا عامًا لرعاية الشباب في عام 1384هـ، حيث أوضح أن وزارة الداخلية تمثل أحد أهم الوزارات في الدولة ـ أعزها الله ـ وأن وزير الداخلية عندما أمر بتنظيم أول دوري إنما كان يمثل موافقة الدولة على تنظيم هذه البطولة، وبالتالي هي تعتبر أول بطولة دوري ينظم في المملكة العربية السعودية.                    
كما أن أحباءنا الهلاليين يرفضون رأي مؤسس ناديهم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد ـ رحمه الله ـ، الذي التقيت به وسألته عن تاريخ بداية الدوري فقال في عام 1377هـ، وزودني بوثيقة بخط يده يؤكد فيها ذلك.  
بينما إخواننا الهلاليون يرون أن الدوري بدأ في عام 1397هـ لا لشيء فقط، لأن الهلال فاز بأول بطولاته، وهم بذلك يلغون أكثر من عشرين عامًا من عمر بطولات الدوري السعودي لاعتبارات لا منطقية وتنتقص من موروثنا الرياضي. 
ففي إنجلترا يفخرون بعبق تاريخ دوريهم وهو الأول على مستوى العالم فيدونون بداية الدوري في عام 1888م، الذي فاز بأول ألقابه فريق بريستون ولم تشارك فيه سوى فرق الشمال والوسط فقط، ولم يكن هناك صعود وهبوط. أما في إيطاليا فلقد نظم أول دوري في عام 1898م بمشاركة أربعة فرق فقط من مدينتين فقط وفي يوم واحد فقط وبطريقة خروج المغلوب وفاز به فريق جنوى، وهو مدون حتى يومنا الراهن لدى اتحاد الكرة الإيطالي كأول بطولة دوري.  
والغريب أن قياداتنا الكروية لا تعير هذا الموضوع ما يستحقه من الاهتمام، ولا تسعى إلى إعادة الأمور إلى نصابها، وإن كنت على يقين من أن يومًا ما سيأتي من يلتفت لهذا الجانب ويصحح خطأ امتد لعقود من الزمان.