|


عبدالرحمن الجماز
من قتل متعة الديربي؟
2021-12-16
كان طبيعيًّا جدًّا ما شاهدناه من ردة فعل غاضبة، اعتراضًا على قرار لجنة المسابقات في رابطة دوري المحترفين السعودي بتقديم مواجهة ديربي الرياض إلى العصر، بدلاً من إقامتها في الثامنة مساءً من اليوم نفسه.
وبعيدًا عن وجاهة أسباب التقديم من عدمه، وحتى وإن جاء الأمر بموافقة الناديين، فلجنة المسابقات فشلت بشكل كبير في اختيار وقت مناسب لمباراة تنتظرها الجماهير، بحكم أن الهلال في مواجهة مباشرة مع غريمه الجغرافي النصر.
وكان من المفترض على لجنة المسابقات البحث عن موعد آخر يتناسب مع القيمة الفنية للمباراة، ويراعي الظروف التي يرتبط بها الموظفون والمعلمون، الذين يشكلون النسبة العظمى من الجماهير، بدلاً من حشرها في العصر وفي يوم دوام.
ولا أعرف ما هي مبررات لجنة المسابقات، وعجزها عن تحديد موعد آخر، كان مناسبًا للجميع، ويأخذ في الاعتبار أهمية المباراة، وتوفير الأجواء الملائمة لمتعة الحضور والمشاهدة، لا أن يتم (حرقها) بتوقيت غريب.
وكان بإمكان لجنة المسابقات ترحيل المباراة إلى يوم الجمعة، وإقامتها بنفس الموعد عصرًا، بحكم أنه يوم إجازة للجميع، ولكن اللجنة عجزت مع الأسف في إيجاد مناسب، وغرقت في (شبر مية) كالعادة.
والكل يعلم مواجهة الهلال والنصر هي من المؤجلات، ولا يوجد مبرر واحد مقنع يضطر معه لجنة المسابقات إلى الفشل في اختيار التوقيت المناسب لإقامتها وتعديل الموعد قبل يوم واحد فقط، سوى قلة (الدبرة) وغياب التفكير في خلق الأجواء المناسبة التي تساعد في تثبيت أهمية مثل هذه المباريات.
وكتب الزميل خالد القحطاني، عبر حسابه الشخصي على منصة تويتر، كلامًا معبرًا يستحق الدراسة والتأمل من قبل لجنة المسابقات: “‏هنالك قيمة سوقية للمباريات الكُبرى، أكبر الدوريات في العالم تحاول أن تضاعف هذه القيمة بجعل الكلاسيكو يظهر بأفضل شكل وأفضل توقيت.. من أهم خطواتهم المعتادة أن تكون مباراة “مساءً” في نهاية الأسبوع، لأنه وقت لفُرجة كل المجتمع الرياضي، حنا خليناها نهاية الأسبوع بس وقت الدوام”.
ولن أكون مبالغًا إذا ما جزمت بأن ما قامت به لجنة المسابقات، بعيدًا عن وجاهة أسباب التقديم، افتقد للاحترافية وتقدير أهمية المباراة وجماهيريتها وتعارضه مع ارتباطات الغالبية العظمى، وهذا بلا شك يحسب على اللجنة ويقلل من قناعة الشارع الرياضي، بقيمة العمل الذي تقدمه.