|


صالح المطلق
هل لدينا محور؟
2021-12-17
في كل سبت.. يختار صالح المطلق المدرب السعودي نجم الأسبوع الكروي.. يأتي النجم لاعبًا أو مدربًا.. يضع رؤيته الفنية مدعمة بالأرقام والأسباب التي جعلت من الضوء يذهب إلى نجم الأسبوع.
اللياقة البدنية العالية والقوة وإجادة التغطية وإيقاف الهجمات والتفرغ للمهام الدفاعية بشكل أكبر هي أكثر العناصر التي تتردد لدى جماهير الأندية كتقييم متفق عليه لأفضل من يلعب بمركز المحور، ومن المؤكد أن كل هذه الآراء والصفات صحيحة ووجودها مطلوب في كل أفراد الفريق كوحدة متكاملة لتطبيق كل ما هو مطلوب في ظل الأفكار والمتغيرات التي حدثت على لعبة كرة القدم وزادت من الحاجة إلى بذل الكثير من المجهود ومن أهمية التداخل في المهام وتبادل في المراكز بدون أن يكون هناك أي تباعد أو خلل يضر بالفريق ولا يدل على وجود التفاهم المطلوب، والحقيقة أن كل ما يذكر من وصف ومن آراء تتردد عند أغلب الجماهير لا تكفي بأن يصل لاعب الارتكاز “المحور” إلى درجة النجومية المطلقة والتمكن الكبير من أسرار المركز إلا إذا كان يملك وبالإضافة إلى كل ما سبق نكرانًا للذات بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى واقتناع وتطبيق وقدرة خاصة على القراءة السريعة والذكية لكل ما يحدث على أرض الملعب، كما أن النجومية وإبداع لاعب المحور تتطلب القدرة على تجاوز أغلب المشاكل الذهنية والفنية أثناء المباراة ومع هذا كله يجب أن يكون هو أكثر اللاعبين هدوءًا وتفكيرًا واستمتاعًا باللعب وأكثرهم أيضًا محاولة جادة وتصميمًا على تحقيق الفوز.
ما أهمية هذا المركز وما هي القيمة الفنية للاعب الذي يجيد اللعب في هذه الخانة؟ وما المردود الفني والذهني الذي ينعكس على الأداء والمستوى العام للفرق والمنتخبات التي تمتلك مثل هذا النوع المؤثر والخاص من النجوم؟ أعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب استعراض بعض الأسماء التي وصلت إلى أعلى درجات النجومية المطلقة والتأثير المباشر في عالم كرة القدم ومنهم “كانتي” محور منتخب فرنسا، وكاسميرو مع منتخب البرازيل، ونجم إسبانيا “بوسكيتس”، والمعروف هو أن أغلب الأساليب الفنية وطرق اللعب الحديثة التي تستخدم في أشهر الأندية والمنتخبات في العالم تعتمد على لاعب الارتكاز المتكامل والجاهز لإدارة المهام الدفاعية والهجومية بشكل متناغم ومتجانس مع كل أفراد الفريق خاصة إذا ما تحرر من القيود التكتيكية وتخطى منطقة الوسط ليصنع هجمة أو يسجل هدفًا كما يفعل “كانتي” الفرنسي وكاسميرو مع النادي الملكي، وكذلك بوسكيتس مع برشلونة، والحقيقة أن كل هذه الأسماء وغيرهم الكثير نجحوا في تحقيق المعادلة الصعبة واستطاعوا الوصول وتخطي حاجز الحضور التقليدي والعادي أثناء المباريات وهذا ما فرض على الجماهير والأندية والإعلام الاعتراف بما وصلوا إليه من نجومية تصنع الفارق وتحقق التوازن الفني واللياقي الذي يتعدى تأثيره على شخصية الفريق وقوة التماسك والترابط التي يحتاجها كل مدرب لرسم الخطط وتنفيذ الأفكار بكل ثقة واقتدار واستمرار.