|


منصور ناصر الصويان
ديربي العصر
2021-12-19
دار الكثير من النقاشات والتعليقات في الأيام القليلة الماضية حول تحويل مباراة ديربي الرياض إلى توقيت ما بعد صلاة العصر، ورغم كثرة تلك الآراء في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إلّا أنها في الغالب خلت من الحجج والبراهين العلمية والفهم العميق لموضوع تغيير التوقيت وتأثيره على اللاعبين والأداء خلال المباراة.
وسوف أتناول الموضوع هنا من ناحية علمية بحتة وبشكلٍ عام وليس فيما يخص المباراة آنفة الذكر. ولعلنا قبل أن نغوص في التفاصيل أكثر، نطرح بعض التساؤلات أمام القارئ الكريم وهي: هل الوقت من اليوم يؤثر على الأداء البدني؟ وهل من الأفضل ممارسة الرياضة ليلاً أم بعد الظهر؟ والسؤال الأخير والمهم: هل إقامة المباراة في غير توقيت التدريب يؤثر على الأداء؟
تؤكد الأبحاث العلمية أن الساعة اليومية “البيولوجية” هي عامل مهم في كيفية استجابة الجسم للمجهود البدني وفي الوقت ذاته تشير إلى أن التمارين في المساء تبدو أكثر إنتاجية، على الرغم من أن أنماط الأفراد الحيوية معقدة وتختلف من فرد لآخر. ومما يدعم التدريب المسائي هو أن الرياضيين يستهلكون كمية أقل من الأكسجين، أي أنهم يستخدمون طاقة أقل ولنفس شدة التمرين في المساء مقابل الصباح أو أوقات أخرى من اليوم، كما أن ضربات القلب في الراحة تنخفض مما يساعد علـى زيادة احتياطي ضربات القلب لديهم.
أما عن إقامة المباراة في غير توقيت التدريب وتأثيره على الأداء، فإن هناك قاعدة مهمة في التدريب وهي” أنه يجب علـى اللاعـب ممارسة التدريب في الفترات التي ستتم فيها المنافسة” لأن عمليات التكيف مع التدريب تكون أكبر في الوقت الذي يتم فيه إجراء التدريب بانتظام أكثر من الأوقات الأخرى المتغيرة. إضافةً إلى هذه المعطيات فإن تغيير ما يسمى “بالاشتراطات البيئية” على اللاعب سيؤثر بالتأكيد على الحالة التدريبية للاعب أي البدنية والذهنية والفسيولوجية والقدرة على الأداء الحركي. ومن الأمثلة على هذه الاشتراطات تغيير أوقات المنافسة أو المباريات والتي يتبعها الكثير من التغييرات كأوقات التغذية والنوم والتدريب والاسترداد وغيرها، لذا فإن التغيير المفاجئ سيربك العملية التدريبية والإيقاع الحيوي للاعب، ناهيك عن التشويش الذي سيحدثه للمدرب وللبرنامج التدريبي. لذا فإنه يُنصح عند تغيير وقت المباراة من العصر إلى المساء أو العكس فإن ذلك يجب أن يتم بوقتٍ كافٍ وبفترةٍ زمنيةٍ لاتقل عن أسبوعين حتى يتم وضع البرنامج التدريبي الملائم لهذا التغيير وتعويد اللاعب على دورة الإيقاع الحيوي المناسبة للتوقيت الجديد.