|




خالد الشايع
جارديم وطريق لوشيسكو المظلم
2021-12-19
سبع نقاط خسرها فريق الهلال الأول لكرة القدم في دوري المحترفين منذ تحقيق لقب دوري أبطال آسيا. سبع نقاط أوصلت الجمهور الهلالي إلى مرحلة الغضب وعدم الرضا، بل ونسي أن فريقه حقق قبل أقل من شهر أهم بطولات القارة للمرة الثانية في ثلاث سنوات فقط.
يتخوَّف كثيرٌ من الهلاليين من أن تتسبَّب الطريقة التي ينتهجها المدرب البرتغالي جارديم في المباريات في استمرار إهدار النقاط، خاصةً أن ما تبقَّى من مباريات مؤجَّلة لا يكفي لاستعادة الصدارة.
في مباراة الديربي التي خسرها الهلال، مستوى ونتيجة، عجز جارديم عن تجاوز الدفاع المحكم للنصر. يحتفظ بالكرة لكن دون فاعلية حقيقية، ويلعب فريقه كرات عرضية غير مجدية “19 عرضية، أربع منها فقط لعبت بشكل صحيح”.
في تصوري أن مشكلة الهلال تكمن في اعتماد مدربه على لعب الكرات العرضية دون أن يكون لديه لاعبون يستطيعون الاستفادة منها بالشكل الصحيح! وأرقام إحصاءات الهلال تكشف مكمن الخلل هذا. الخلل ليس في الفرنسي بافيتمبي جوميز المبتعد عن التسجيل، بل في رباعي الطرف.
لك أن تتصور أن دقة العرضيات في نادي الهلال بالكاد تجاوزت 20 في المئة فقط، أي أن من بين كل خمس كرات عرضية واحدة منها صحيحة، بينما في ضمك، على سبيل المثال، تصل النسبة إلى 28 في المئة، وفي الفيصلي إلى 25 في المئة، وفي أبها إلى 26 في المئة.
وما عدا الطائي، يعدُّ الهلال أقل فرق الدوري إجادةً في لعب الكرات العرضية، التي تعدُّ أساس طريقة لعب جارديم.
انتقاد جارديم لا يعني أنه مدرب فاشل على الإطلاق، فالمدرب الذي قاد موناكو إلى الفوز بلقب الدوري الفرنسي متفوقًا على باريس سان جيرمان، لا يمكن أن يكون كذلك، لكنَّ الإصرار على انتهاج طريقة لا تتناسب مع قدرات الفريق أمر مقلق، ناهيك عن تراجع مستواهم.
لكل مدرب منهجية، وأسلوب، يفضله اللاعبون، والمدرب الذكي هو الذي يعتمد الطريقة التي تناسب اللاعبين الذين يشرف عليهم، لا أن يحاول إجبارهم على طريقة لعب لا تتناسب معهم.
الهلال بكوكبة النجوم التي يمتلكها يعتمد على امتلاك الوسط والأطراف، وهكذا حقق بطولتين، كأس آسيا والدوري مرتين، وكأس الملك، ولا يجيد الطريقة الدفاعية، إلا باللعب برأسي حربة.
لو جاء الروماني كوزمين أولاريو إلى الهلال اليوم، وحاول أن يطبِّق الأسلوب نفسه، الذي كان ينتهي عام 2009 باللعب الدفاعي، لانتهى مصيره بالفشل، وإذا لم ينتبه جارديم إلى ذلك سريعًا، فسيكون مصيره مثل مصير الروماني رازفان لوشيسكو بعد كأس آسيا بإنهاء العقد بالتراضي.