أجد الكتابة عن كورونا بما هو بعيد عن الجدية فيه جزء من عدم الشعور بمن أصيبوا أو رحلوا بسبب كورونا، أو للذين ساءت تجارتهم وأعمالهم، لكن المسألة طالت، خصوصًا وأنها أثرّت على كل شيء، ووصلت في يوم ما إلى حد عدم الخروج من البيت، وما كنا نعتقد بأنها حالة أصبحت مرحلة، ومع المتحورات أرجو أن لا تصبح زمنًا، وأنا ومن دون الجائحة.
وعندما كان العالم في صحته وفتوته، كنت نصف عاقل، ونصف منتج، ونصف ناجح، ونصف موهوب، وبنصف ذاكرة، فما بالكم والعالم درجة حرارته أربعين ويشكو ضيق التنفس وآلام في الركب وصداع في الرأس. لن أتحدث عن كورونا، أعلم بأنكم مللتم هذا الحديث وما تنقله المواقع عنها، لكنني سأتحدث عن أوميكرون، وصحيح أنه واحد من أبناء كورونا، لكنني أريد أن أسلك طريق الإنصاف، فأوميكرون لم يأخذ حقه مثلما أخذ دلتا نصيبه من الكلام والتغطيات الإعلامية، أقول لا تخافوا، ولكن احترسوا، فأوميكرون سريع الانتشار وأسرع من أخيه الأكبر دلتا، لكنه أقل بطشًا. هذا ما قرأته في الجريدة، ورحم الله هيبة الجريدة عندما كان الواحد إذا أراد أن يصبغ المصداقية على معلومته قال: قريتها في الجريدة!. في بداية الجائحة عندما كنت أسمع أو أقرأ مسمى (منظمة الصحة العالمية) كنت أقف احترامًا وأحاول إظهار أكثر كمية من تعابير الاحترام على وجهي، مع انحناءة صغيرة كي لا أبدو أطول من رئيس المنظمة السيد تيدروس أدهانوم، لا يهمني المكان الذي أكون فيه، آخر مرة وقفت احترامًا كانت أثناء تناول وجبة الغداء قبل عام، كنت أطالع شاشة الهاتف وقرأتها فوقفت فورًا، ظن ابني بأن اللقمة توقفت في بلعومي، فأسرع وقرّب كأس الماء مني، قلت له لا أريد الماء، ووقوفي كان احترامًا لمنظمة الصحة العالمية، علينا أن نحترم من يهتمون بصحة العالم، وأن نظهر العرفان وإن كانوا لا يستطيعون رؤيتنا، بهذه الكلمات كنت أزرع احترامهم في عقل ابني، وصار هو أيضًا يقف احترامًا، أول مرة شاهدته واقفًا كان فوق سريره، لأنه قرأ المسمى أثناء استعداده للنوم. والحقيقة أن التغيير الكامل الحاصل معي الآن تجاه المنظمة يشبه ما يحصل بين المعجب بأحد المشاهير عندما يقترب كثيرًا منه، فيجده إنسانًا عاديًا، ويشاهد فيه الصفات البشرية من خوف وقلق أو حتى كذب، وهذا ما حصل للمنظمة عندما اقتربت منها وتابعت تصريحات مسؤوليها، فوجدتهم حائرين ومتناقضين، ووجدت نفسي تقلل من هيبتهم متحورًا بعد متحور، فتوقفت عن الوقوف، لكنني لم أفاتح ابني في الموضوع، آخر مرة قدم احترامه للمنظمة عندما كان جالسًا يقود السيارة وكنت معه، ما إن سمع المسمى في الإذاعة حتى أدرك الورطة التي وقع فيها، لكنه تصرف وشد من ظهره ولم ينسَ الانحناءة الصغيرة من رأسه. شاطر على أبوه!
وعندما كان العالم في صحته وفتوته، كنت نصف عاقل، ونصف منتج، ونصف ناجح، ونصف موهوب، وبنصف ذاكرة، فما بالكم والعالم درجة حرارته أربعين ويشكو ضيق التنفس وآلام في الركب وصداع في الرأس. لن أتحدث عن كورونا، أعلم بأنكم مللتم هذا الحديث وما تنقله المواقع عنها، لكنني سأتحدث عن أوميكرون، وصحيح أنه واحد من أبناء كورونا، لكنني أريد أن أسلك طريق الإنصاف، فأوميكرون لم يأخذ حقه مثلما أخذ دلتا نصيبه من الكلام والتغطيات الإعلامية، أقول لا تخافوا، ولكن احترسوا، فأوميكرون سريع الانتشار وأسرع من أخيه الأكبر دلتا، لكنه أقل بطشًا. هذا ما قرأته في الجريدة، ورحم الله هيبة الجريدة عندما كان الواحد إذا أراد أن يصبغ المصداقية على معلومته قال: قريتها في الجريدة!. في بداية الجائحة عندما كنت أسمع أو أقرأ مسمى (منظمة الصحة العالمية) كنت أقف احترامًا وأحاول إظهار أكثر كمية من تعابير الاحترام على وجهي، مع انحناءة صغيرة كي لا أبدو أطول من رئيس المنظمة السيد تيدروس أدهانوم، لا يهمني المكان الذي أكون فيه، آخر مرة وقفت احترامًا كانت أثناء تناول وجبة الغداء قبل عام، كنت أطالع شاشة الهاتف وقرأتها فوقفت فورًا، ظن ابني بأن اللقمة توقفت في بلعومي، فأسرع وقرّب كأس الماء مني، قلت له لا أريد الماء، ووقوفي كان احترامًا لمنظمة الصحة العالمية، علينا أن نحترم من يهتمون بصحة العالم، وأن نظهر العرفان وإن كانوا لا يستطيعون رؤيتنا، بهذه الكلمات كنت أزرع احترامهم في عقل ابني، وصار هو أيضًا يقف احترامًا، أول مرة شاهدته واقفًا كان فوق سريره، لأنه قرأ المسمى أثناء استعداده للنوم. والحقيقة أن التغيير الكامل الحاصل معي الآن تجاه المنظمة يشبه ما يحصل بين المعجب بأحد المشاهير عندما يقترب كثيرًا منه، فيجده إنسانًا عاديًا، ويشاهد فيه الصفات البشرية من خوف وقلق أو حتى كذب، وهذا ما حصل للمنظمة عندما اقتربت منها وتابعت تصريحات مسؤوليها، فوجدتهم حائرين ومتناقضين، ووجدت نفسي تقلل من هيبتهم متحورًا بعد متحور، فتوقفت عن الوقوف، لكنني لم أفاتح ابني في الموضوع، آخر مرة قدم احترامه للمنظمة عندما كان جالسًا يقود السيارة وكنت معه، ما إن سمع المسمى في الإذاعة حتى أدرك الورطة التي وقع فيها، لكنه تصرف وشد من ظهره ولم ينسَ الانحناءة الصغيرة من رأسه. شاطر على أبوه!