|


محمد البكيري
إتي.. يصنع الرجال
2021-12-21
لم يكن أكثر المتفائلين في الأوساط الاتحادية، وهو يرى فريقه العريق، عميد الأندية السعودية وصاحب التاريخ والمنجزات الكروية والأوليات فيها، وهو على وشك الغرق في أدنى ترتيب الدوري موسمي 2018 و2019، اللذين كانا أسوأ مواسم عمره التسعيني، ولم يكن أحد يتوقع أنه يتعافى بهذه السرعة، وتلك القوة في عناصره وينهض منافسًا شرسًا على الألقاب على يد الإدارة الحالية.
إدارة أنمار الحائلي في موسمها الأول، لم تكن محل رضا عشاق المدرج الأول والكبير في الملاعب السعودية، بعد ارتكابها عدة أخطاء إدارية واحترافية، لكن سرعان ما استدركت ما وقعت فيه، عندما كوّن الرئيس أنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، والمدير التنفيذي حامد البلوي من الموسم الماضي مثلث ورش تصحيح متتالية للنهوض بالفريق الجريح، استبعاد، فسخ، تجديد، استقطاب لاعبين محليين وأجانب مثل العملاق المصري حجازي، والماهر البرازيلي كورنادو، وليس آخرهم الهداف المغربي الخطير حمد الله، الذي علقت به الإدارة الجرس بقدوم النمر للمنافسة على الألقاب بجدية أكبر، في صفقة مدوية فاجأت فيها الإدارة محبي النادي والوسط الرياضي معًا.
أيضًا سعت إلى الحفاظ على العناصر التي ترغب البقاء في صفوف المقلم بالأصفر والأسود، بعد أن رفعت شعار (اللي يشرينا.. نشريه)، بالتجديد مع المحترفين رومارينيو والحارس جروهي، وفي الطريق البيشي وزياد وفهد والمالكي، تحت ذلك الشعار دون مزايدة أو مماطلة.
وكان الفريق أسعد عبد الكريم، الرمز الاتحادي الكبير، قد شدد على الاستقرار الذي يقوم به في الفريق، والاستمرار الذي تبذله الإدارة الشابة في وجه المسؤولية وطنين المتصيدين لها للسنة الثالثة، ووصفها بالمجتهدة والناجحة في مهمتها الكبيرة الآن: أعادت الفريق العريق لدرب المنافسة.
واللافت أن العمل الملموس في النادي أو الفريق ـ لا يخلو أي عمل من قصور ـ دفع جمهوره العاشق إلى بناء سور حماية عالٍ من طوابير المتسلقين، لعملها على الفريق، وهو في طريقه معتليًا صدارة ترتيب الدوري، وعابر إلى دور الثمانية من كأس الملك، محتشدين خلفه في كل ملعب، لبث روح الاستدامة في ركب المنافسة على الألقاب.
كان هؤلاء العشاق وحدهم.. من وضعوا يدهم بيد فريقهم والقائمين عليه بالصعود به من الطريق المنحدر.. إلى قمة الحضور والهيبة ومحاولة تنازع مكاسب القمة. في منظر مهيب بين عاشق ومعشوق في أربعة مواسم.