|


محمد الغامدي
الاتحاد العربي معزوم ضمن المعازيم
2021-12-22
كم تمنيت أن يكون للاتحاد العربي لكرة القدم دور فاعل أو حتى مشارك في إعادة إحياء بطولة كأس العرب التي غابت أكثر من عشرة أعوام ويكون صاحب المبادرة في جمع المنتخبات العربية في الدوحة، وألا ينفرد الاتحاد الدولي بذلك وهو الذي ما زال غير معترف بها كبطولة رسمية، واستثنى هذه البطولة الوحيدة فقط لاعتبارات عديدة وتعويضًا عن إلغاء بطولة كأس القارات واعتبارها بروفة إعدادية قبل انطلاقة كأس العالم في مثل هذا التاريخ من العام القادم.
صحيح أن المنتخبات العربية حضرت عنوة للمشاركة في ظل حضور الـ”فيفا” كما أن الجوائز المالية الكبرى لها دور رئيس في التواجد، لكنها في النهاية شهدت أفضل تنظيم وأقوى مشاركة بين المنتخبات وأميز قيادة تحكيمية، وزادها رصيدًا من الاهتمام والمتابعة الذكاء في إلغاء تشفير المباريات، وكان المفترض أن يكون للاتحاد العربي صوت بالمشاركة سواء باستغلال تلك البطولة من عدة نواحٍ إعلامية وتطويرية وتدريبية سواء عبر ندوات أو مؤتمرات، وكشف دوره وجهوده للمرحلة القادمة وكيفية إقامة بطولة قادمة بنفس الجودة والقوة والتنظيم، أما بتلك الطريقة من الصمت المطبق فهو أن الاتحاد العربي حضوره للدوحة كان مزعومًا ضمن المعازيم فقط دون فاعلية تذكر على المستوى الرسمي، ولم نسمع أو نرى إسهامات أو حتى فاعلية، ومن هنا على الاتحاد العربي أن يغيّر استراتيجيته حتى يكون لاعبًا أساسيًّا في خضم تلك البطولات والمناسبات القارية والدولية ولا يكون دوره هامشيًا لمجرد التواجد لا أقل ولا أكثر حتى لا يجد نفسه ينظم بطولات قادمة باهتة ومتقطعة وغير منظمه وتفتقد للكثير من القوة والإثارة عدا رفع قيمة الجوائز دون اعتبارات أخرى، وإذا أراد الاتحاد العربي أن يعيد اكتشاف نفسه فعليه إيجاد أعضاء فاعلين يخدمون اللعبة ويقدمون رؤى وأفكار لإنجاح دوره، وأن يبدأ في فرض اسمه ضمن روزنامة الـ”فيفا” حتى لو اقتضى الأمر الموافقة على شروط صعبة لإعادة إحياء البطولة بصورة منتظمة وبجدول ثابت يمكنه تحفيز الاتحادات العربية للمشاركة، أما بالصورة السابقة فإن البطولة القادمة قد تقام كالعادة بعد عدة أعوام كما أقيمت قبلها بطولات كأس العرب، وبالتالي نجد أنفسنا أمام اتحاد لن يتطور أو يحقق قفزات نوعية تضعه ضمن الاتحادات النشطة والفاعلة التي تفرض اسمها على الساحة رغم أنه يضم أكثر من عشرين اتحادًا لا نجد حضورهم إلا في الجمعيات العمومية فقط.