|


تركي السهلي
النصر الكبير
2021-12-25
لم يكن نادي النصر معطاءً داعمًا لكرة القدم السعودية من حيث التأثير المجتمعي والجماهيري، ولم يتوقف عند تقديم نجوم لا مثيل لهم في كُل الأندية السعودية فحسب، بل تحوّل مع مشروع تمكين الرياضة السعودية إلى حالة بناء نهضوي كبيرة تمُدّ الجميع بالعناصر المميّزة، بعد أن “ارتقى” عنها وبدّل تركيبته بالجديد.
العاصميّ الكبير هو أذكى نادٍ في المرحلة الحاليّة، رغم الاهتزازات الإدارية المتعاقبة. تخيّلوا فقط أن هذا العملاق الأصفر لديه أذرع في كل الاتجاهات، ويمتلك إدارات بمستوى ذكائه، ماذا كان سيفعل؟. الجواب سيكون مرعبًا للأغلب من المنافسين وحتى الحالمين بالاقتراب منه.
أمس وقبل أمس وغدًا وبعد غدٍ سيرقص الآخرون حول نار الأصفر الوهّاجة. سيحاولون التقليل من دائرته لينالوا الاكتمال به. يلفظ أطرافًا ويبني أطرافًا أخرى وهم لا يبنون إلّا ما يتركه في الطريق مطروحًا. عظيم هذا القاطن في “طويق” وصامتٌ على نحو يُربكهم كُلّهم وحين يتحدث لا يقوون على الكلام.
فرح الاتحاديون بعبد الرزاق حمد الله المطرود من النصر كما لم يفرحوا من قبل، وهذا له ما يُفسّره فالعميد يُحاول منذ بداية المشروع التخلّص من “تركة” الماضي بما فيه من تجاوزات ماليّة وأخطاء جوهريّة. هذا الزمن يريد التصحيح وتنظيف ساحته المليئة بخطوات الزمن الغابر، ولم يجد من يحتك به والعيش في ظلّه أكثر من العاصميّ الأصفر.
ولأن الاتحاد مُرتبك أساسًا بعد وصول ماجد النفيعي للأهلي، ونجاح الخُضُر من تكوين علاقة مع أطراف القرار، قفز أبناء شارع الصحافة على طريق النصر رغبة في “توصيلة” نحو محطّة المنفعة. وهذا أمر مفهوم لدى النصراويين ولا يخشون من بروزه، لأنهم يعون جيّدًا أنهم الأذكى.
أمر آخر حدث لدى الأزرق الجار “المسكون رُعبًا” من التحرّكات النصراوية في استقطاب الصغار وإعطاء الزمن توقيتًا خاصًا بهم. يرغبون في العبيد المتروك من النصر وجددوا مع البريك وسالم في ظل إدراكهم أن فريقهم يتجه نحو الشيخوخة، وأن الأيّام الحاليّة تشكّل فرصة لـ “لاغتنام” لا لضخ الدماء، وكون كُل شيء يعطيهم مسرحًا للاستعراض المؤقت وموسمًا ربما لن يتبعه مواسم بذات الفعالية من الرموز. إنّهم ومعهم الاتحاديون يلاحقون اللحظات لا أكثر.
لقد أعطى المولود في الرياض عام 1955م قيمة للغير، لأنّه الكبير الخيّر اللافظ لكل مسموم، المقتدر على تقوية ذاته، العارف ببواطن الأمور، المُعطي للآخرين حجمًا يناسبهم حين يضيقون باتساعه.