|


تركي السهلي
مُراجعة الاتحاد
2021-12-27
بكل ما حدث ويحدث، يبقى الاتحاد كنادٍ سعودي برزت فيه كُرة القدم منذ الركل الأوّل مع بواكير 1927م مشروع تقييم في مراحله كُلّها لمعرفة الوصول للحُكم والإعداد لرياضتنا. وبنسيان معظم تاريخ الأصفر المُقلّم فإن ظهوره الحقيقي لم يتبلور إلّا مع نهاية الثمانينيات الميلادية لفترة قصيرة ثم كان الوصول الكبير مع منتصف التسعينيات الميلادية ليبقى نحو عقد ونصف ثم الغياب مجددًا.
وبالنظر إلى عُمر “العميد” فإنّه أخفق في أن يوازي عمره الطويل من حيث البطولات كونه الأطول عمُرًا والأقل من بين الأصغر في الحصول على الدوري كالنصر والهلال. والاتحاد لديه مشكله كبيرة لم يتجاوزها رغم سنّه الكبير تكمن في عدم تحديد “هُويّته” وبقائه في دائرة جدّة كمدينة وكنسيج اجتماعي وكمُتكئ له يتّكئ عليه كُل ما ذهبت الأيّام لغيره وكأنه لا يريد أن يخرج من أزقّته الضيّقة وشخوصه غير مُحدّدي الشكل واللون.
ومع الانطلاقة نحو الصحراء وترك البحر والوقوف على الأرض الكاملة لم يكن يتحقق له ذلك إلاّ حينما خلع عباءة “البيوت” واتجه نحو المساحة المنبسطة والرائحة الزكيّة. ثم هُنا ندرس المُسبّبات والأسباب لنفهم كيف حدث التحوّل وما تداعياته.
والتداعيات التحوّلية للاتحاد ومنه كانت بعيدة عن النظر إليها على اعتبارها نقطة تؤخذ للفهم حتى لا تعود الممارسات الصادرة عنه كنادٍ قفز على كُل شيء من أجل تأطير سجّله بمثل ما لدى البعض، وهذا أمر يجب أن نخرجه من غموضه وإطلاقه للعموم لكيلا نقع في ذات المشكلة التي سبّبها “اتحاد جدّة” وسببّها رجاله ورؤساؤه والعاملون فيه.
إنّ مراجعة “ملفات” الأصفر والأسود تتطلّب بُعدًا عن “الترصّد” كما أنها يجب ألّا تستمع لصوت “غلبنة” الاتحاد، وترديد أنه بعيد عن القلب والعين، وأن أندية الرياض محظيّة أكثر لأن هذا الطرح يصدر فقط لـ”تخطئة” صُنّاع القرار وإلصاق عدم العدالة بهم وأخذ الأمور على أنها تتم بطريقة توزيع البطولات وأن المعادلة لا بد وأن تحدث بالتساوي. وهذا ترديد خطر وغير واقعي ويساهم في إيجاد جماهير مُحتقنة غير مؤمنة بالمبدأ العام.
لقد مرّ بالاتحاد أكثر من عقد ونصف حصل فيها على كؤوس وعلى لاعبين عبر اتجاهات غير واضحة، وحان الوقت لتتبّعها كيلا يسقط “العميد” بالتقادم وكيلا تكون الشخوص الاتحادية الجديدة بمثل تفكير ومنهج تلك العناصر اللاعبة القديمة.