|


محمد المسحل
الوشم الصيني..
2022-01-01
يعتقد الصينيون أن رسم لاعبي كرة القدم الوشم على أجسامهم، هو أمر سيئ وغير مقبول، لعدة اعتبارات، أقلها أن اللاعبين الصينيين (خصوصًا لاعبي المنتخب الأول والأولمبي) يقلدون اللاعبين العالميين بهذه الرسومات، بينما لا يقلدونهم بمستوياتهم الفنية المميزة، والدليل المستويات السيئة التي تقدمها المنتخبات الصينية المذكورة، بل ومنتخبات الفئات السنية.
ولذلك، قامت المؤسسة العامة للرياضة في الصين، بحظر لاعبي هذه المنتخبات من رسم الوشوم على أجسادهم، وحثت من يوجد على جسمه وشم من السابق، بأن يعمل على إزالته. وبالنسبة للفئات السنية، منعت منعًا باتًا ضم أي لاعب يوجد على جسمه وشم، مهما كان مستواه الفني.
رأي الصينيين، أن انشغال اللاعبين بهذه الأمور التفاهة، جعل أذهانهم تتعلق بتقليد الأشكال بطريقة عمياء، وتتناسى أن هناك أمور أهم بكثير من هذه التفاهات، وهي الأخلاق والانضباط والمستوى الفني وتحقيق الإنجازات، وبعد لغط كبير في الشارع الصيني، وفي شبكات التواصل الاجتماعي الصينية، تم اتخاذ هذا القرار الحاسم.
برأيي، أننا كمجتمع عربي مسلم، أجدر من الصين بمثل هذه القرارات الانضباطية، بل وأرى أن انهماك “أبناءنا” اللاعبين برسم الوشم وقص الشعر بطريقة مغولية مقززة، وصبغه بألوان وأصباغ الهنود الحمر والإراجوزات، أخر لا يمت للتقدم والحضارة بصلة، وأن النشء الصغار، سيتأثرون لا محالة بهذه الأشكال، لأنهم يرون فيهم مُثُل يُتأسّى بها.
أصبحنا مؤخرًا نرى في الكثير من اللاعبين، أمورًا لا علاقة لها بالحرية الشخصية، أو بالتقدم والتحضر. فترى سماعات الاستريو تغطي وجوههم وكابات مطربي الراب تغطي رؤوسهم، والنظارات الشمسية تغطي كامل الوجه، حتى في أوقات الليل! والواحد فيهم يمشي مشية الطاووس، وكأنه يرى في نفسه بيليه في عزّ مجده!.
لاعبونا يحتاجون جرعات مركزة ومتكررة من التثقيف الانضباطي والأخلاقي والاجتماعي، منذ صغرهم في أنديتهم، وليس بعدما يكبرون! يحتاجون أن يفهموا أننا مجتمع راقي بتقاليده وعاداته السامية، التي كانت موجودة حتى قبل الرسالة المحمدية، حيث قال صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق”! جاء صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم أخلاق العرب السامية، ومن ثم ينشرها في العالم! ونحن بعض أبنائنا بدأ قالبه الخارجي ينسخ ما يفعله المغول والغوغاء في شعورهم وأبدانهم، والله أعلم بالدواخل.
أتمنى بالفعل، من كل من له علاقة في الحركة الرياضية، وخصوصًا بداية من الفئات العمرية الصغرى في الأندية، أن نحرص على زرع التمسك والافتخار بتقاليدنا وعاداتنا، بكل ما أوتينا من قوة. فأمثالنا، يعلمون الصين ذلك، ولا يتعلمون منها.