من فوائد العمل مع جنسيات متنوعة أنك تتعرف على ثقافات مختلفة، كما أن طول الزمالة يشكل مع بعضهم صداقات أخوية، وما زلت أحرص على التواصل مع الزملاء الأصدقاء رغم تفرقنا منذ سنوات.
وفي كل مرة ألتقي فيها مع أحدهم نستذكر تلك المرحلة بكل حب وأنها من أجمل المراحل العملية، ولذلك صرت أقول لزملاء العمل اليوم حاولوا أن تستمتعوا بوقتكم في العمل بقدر ما تستطيعون لأنكم بعد سنوات سوف تشتاقون لهذه الفترة التي قد يكون الواحد فيكم متذمراً منها دون أسباب حقيقية. خلال عملي مع الجنسيات المختلفة لاحظت أن كل جنسية مرتبطة عاطفياً في بيئتها السابقة بصورة أثرت في حكمها على الأشياء بصورة عادلة ومنطقية، سمعت أحد الزملاء اللبنانيين يقول “إن أفضل زيت زيتون هو الزيت اللبناني: يا خيي ما فيه أحلى من زيت زيتون ليبنين”.. مثل هذا الرأي قاله زميلي الفلسطيني الذي وصلته (تنكة) زيت زيتون من فلسطين، قال “إن زيت الزيتون الفلسطيني هو أفضل زيت في العالم وفوائده الصحيحة لا مثيل لها في أي بلد آخر”. زميل سوري قال ممتعضاً ونحن نأكل فطيرة زعتر: “عارف لو على هالزعتر زيت زيتون من البلد عنا كان شفت كيف صار طعموا”. وضعني زملائي من الشام في حيرة فجميعهم يقولون أن زيت زيتونهم هو الأفضل على مستوى العالم، كان الحل الوسط حينها هو أن أشتري زيت الزيتون الإسباني والإيطالي خصوصاً وأن المنتجات الأوروبية خاضعة لشروط السلامة الشديدة. نفس حالة الزيتون تكررت مع الزملاء العرب لكن هذه المرة عن الفول، فالزميل المصري قال “إن طبق الفول المصري بكل أشكاله لا مثيل له، وأن السياح يضعون ضمن جدول رحلتهم زيارة المطاعم الشهيرة بتقديم الفول”. لكن الزميل عوده من الأردن ضرب بيده على الطاولة محتجاً وقال غاضباً: “والله لو تجمع كل أنواع الفول بمصر ما يجو شي عند صحن فول بالأردن”.. ثم حرك رأسه متأثراً وأغمض عينه محاولاً أن يتذكر: “والله لو تأكلوا صحن فول عند أبو جباره.. والله ما تبطلوا أكل فول”، بعد مدة خيّرت زميلي اليمني وديع بين أن نأكل في مطعم الفول المصري القريب أو أن يختار مطعماً آخر، فالتفت نحوي مظهراً ملامح الغضب على وجهه وقال: “مالك انته.. ما تعرف تاكل فول.. اذا تشتهي فول روح مطعم يمني.. ما فيه فول الا الفول اليمني”! بعد مدة وكنت مع زميلي السوداني خالد وكان يتحدث عن طول غربته واشتياقه للسودان، قال متحسراً: “والله لو يلف الإنسان العالم كلو ما يلقى زي بلده.. اشتقت لكل شيء هناك”.. ثم ركز نظراته نحو عيني محاولاً شد انتباهي للكلام المهم الذي سيقوله ثم قال: “عارف طعم الفول في السودان؟”.. فقاطعته قبل أن يكمل وقلت له: أعرف ما ستقول.. وأن الفول السوداني هو أحسن فول في العالم.
وفي كل مرة ألتقي فيها مع أحدهم نستذكر تلك المرحلة بكل حب وأنها من أجمل المراحل العملية، ولذلك صرت أقول لزملاء العمل اليوم حاولوا أن تستمتعوا بوقتكم في العمل بقدر ما تستطيعون لأنكم بعد سنوات سوف تشتاقون لهذه الفترة التي قد يكون الواحد فيكم متذمراً منها دون أسباب حقيقية. خلال عملي مع الجنسيات المختلفة لاحظت أن كل جنسية مرتبطة عاطفياً في بيئتها السابقة بصورة أثرت في حكمها على الأشياء بصورة عادلة ومنطقية، سمعت أحد الزملاء اللبنانيين يقول “إن أفضل زيت زيتون هو الزيت اللبناني: يا خيي ما فيه أحلى من زيت زيتون ليبنين”.. مثل هذا الرأي قاله زميلي الفلسطيني الذي وصلته (تنكة) زيت زيتون من فلسطين، قال “إن زيت الزيتون الفلسطيني هو أفضل زيت في العالم وفوائده الصحيحة لا مثيل لها في أي بلد آخر”. زميل سوري قال ممتعضاً ونحن نأكل فطيرة زعتر: “عارف لو على هالزعتر زيت زيتون من البلد عنا كان شفت كيف صار طعموا”. وضعني زملائي من الشام في حيرة فجميعهم يقولون أن زيت زيتونهم هو الأفضل على مستوى العالم، كان الحل الوسط حينها هو أن أشتري زيت الزيتون الإسباني والإيطالي خصوصاً وأن المنتجات الأوروبية خاضعة لشروط السلامة الشديدة. نفس حالة الزيتون تكررت مع الزملاء العرب لكن هذه المرة عن الفول، فالزميل المصري قال “إن طبق الفول المصري بكل أشكاله لا مثيل له، وأن السياح يضعون ضمن جدول رحلتهم زيارة المطاعم الشهيرة بتقديم الفول”. لكن الزميل عوده من الأردن ضرب بيده على الطاولة محتجاً وقال غاضباً: “والله لو تجمع كل أنواع الفول بمصر ما يجو شي عند صحن فول بالأردن”.. ثم حرك رأسه متأثراً وأغمض عينه محاولاً أن يتذكر: “والله لو تأكلوا صحن فول عند أبو جباره.. والله ما تبطلوا أكل فول”، بعد مدة خيّرت زميلي اليمني وديع بين أن نأكل في مطعم الفول المصري القريب أو أن يختار مطعماً آخر، فالتفت نحوي مظهراً ملامح الغضب على وجهه وقال: “مالك انته.. ما تعرف تاكل فول.. اذا تشتهي فول روح مطعم يمني.. ما فيه فول الا الفول اليمني”! بعد مدة وكنت مع زميلي السوداني خالد وكان يتحدث عن طول غربته واشتياقه للسودان، قال متحسراً: “والله لو يلف الإنسان العالم كلو ما يلقى زي بلده.. اشتقت لكل شيء هناك”.. ثم ركز نظراته نحو عيني محاولاً شد انتباهي للكلام المهم الذي سيقوله ثم قال: “عارف طعم الفول في السودان؟”.. فقاطعته قبل أن يكمل وقلت له: أعرف ما ستقول.. وأن الفول السوداني هو أحسن فول في العالم.