لم تعد مصطلحات البيئة والولاء وحب الشعار وابن النادي صالحة في زمن الاحتراف، وليس لها سوق يحكمها ويقننها، فالمتحكم بأمره في قضايا الاحتراف والانتقال هو المال فقط، من يدفع أكثر يكسب “ويكوش” على سوق الانتقالات.
شتوية موسم الانتقالات الحالي مولعة، وهناك أخبار شبه مؤكدة بصفقات كانت “الفلوس” هي محور الحديث والتفاوض دون شعارات ولا ولاء ولا بيئة صالحة وأخرى عكسها.
العاطفيون ومن يعيشون على ذكريات الهواية هم الذين لا يزالون يعيشون هذه “الدراما” ويرون بأن اللاعب ملكًا للنادي، وأن القميص التصق بجسده ولا يستطيع خلعه. وهذه إحدى الكذبات التي مازالت رائجة وتجد من يسوّق لها ويتعامل معها على أنها مسلمات غير قابلة للنقاش.
اللاعب المحترف لا يربطه بناديه غير العقد ومبلغه، فإن وجد عرضًا أفضل سيذهب ويترك لهم قميصهم وولاءهم وبيئتهم لأنها لا تؤكل “عيش”، ولا تؤمن مستقبل، وعلى هذا الأساس يجب أن نتعامل مع سوق الانتقالات وتقلباته وأن نتعامل مع اللاعبين بأنهم موظفون يؤدون عملهم ويحاولون إتقانه بحثًا عن مردود مادي أفضل. وهذ المردود ليس شرطًا أن يكون في ناديه أو مدينته، ولو كانت الأمور تدار وفق عقلية الولاء والانتماء “لتحنط” اللاعبين في أنديتهم ولتوقفت مسيرة العديد من الأندية عند نقطة البداية لأنها لا تتجدد ولا تتعاقد.
أقف دائمًا في صف اللاعبين وأرى أن حياتهم العملية في الملاعب معرضة للمخاطر وعليهم أن يغتنموا كل فرص الكسب طالما أن من يتحدث عن شعارات الولاء وحب القميص سيدير ظهره للاعب إن انتهت مسيرته دون أن يؤمن مستقبله أو يستغل موهبته ونجوميته.
لذلك علينا أن نتعامل مع فترة الانتقالات والصفقات بكثير من الوعي والاحترافية، وأن نستمتع بشتوية مولعة قد تكون أول فصولها بدأت مساء البارحة.

فاصلة
ترتفع أصوات المطالبات بالتغيير الفني الذي يشمل المدرب ولاعبين في الأهلي يومًا بعد يوم، ومن التزموا السكوت في وقت سابق “خجلًا” من الرئيس وليس لممارسة فضيلة الصمت بدؤوا في استشعار دائرة الخطر التي يقبع فيها النادي حاليًا، إلا أنهم لا يزالون يتحدثون بأصوات خافتة غير مؤثرة ولا مسموعة.
هؤلاء الصامتون حاليًا هم أنفسهم من ملؤوا الدنيا ضجيجًا مع إدارات سابقة.
لذلك فخطر تجار المراحل أشد قسوة على الأندية من بعض الصفقات الفاشلة.