|


رياض المسلم
«سحبة» كنو.. وحمى الـ 6 أشهر
2022-01-07
لم تحر الحمّى الأطباء على مدار السنين الماضية، منذ اكتشافها رغم ظهورها في صور مختلفة كما فعلت حمى دخول اللاعبين السعوديين فترة الستة أشهر التي تخولهم مغادرة ناديهم بحكم النظام. ورغم سيطرة الأطباء على أكثر من 10 أنواع للحمى إلا أن صناع القرار في الأندية السعودية لم يعرفوا طريقًا للحد من عدواها ومعالجتها.
وإذا كانت الحمى البكتيرية والفيروسية قد ارتبطت بعارض ارتفاع درجة حرارة الجسم، فاللاعب ما إن يدخل الفترة الحرة حتى ترتفع حرارة تفكيره وينقل العدوى إلى ناديه والمحيط القريب منه ووسائل الإعلام والكثير منها لا يحتاج إلى عدوى لتأجيج الحمّى، فتستقبلها بكل حب وود دون الأخذ باعتبارات التدابير الوقائية.
أستغرب أن يكون خبر انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر أهم من تحقيق بطولة، فاللاعب سيرحل يومًا ما، لكن اللقب سيبقى في خزينة النادي مزينًا أدراجها، وهو ما كشفه استفتاء ميداني لبرنامج “في المرمى” عبر قناة العربية بسؤال مضمونه: “تابعت أخبار منّ أكثر.. كنو أم السوبر؟”.
أعود إلى موضوع حمّى الستة أشهر، في الهلال مثلًا.. محمد كنو يدخل إدارة ناديه في جذب ومد وقضايا قانونية مع الجار النصر، فلا أعرف لماذا الهلال يتمسك بلاعب هو لا يريد البقاء ولم يكن واضحًا ومصابًا بحمى الستة أشهر ومن أعراضها البحث عن عرض أفضل أو مساومة النادي كما فعل الكثير من لاعبي الهلال في فترات سابقة؟!
على النقيض هناك لاعبون واضحون مع إدارة النادي، سالم الدوسري يوقع عقدًا مع الهلال دون أن يصاب بحمى الستة أشهر وكذلك محمد البريك وغيرهما من اللاعبين الدوليين والمؤثرين في الفريق، فوجدا في فريقهما الأفضل.
إدارة الهلال وغيرها من نظيراتها في الأندية الأخرى عليهم أن يتقبلوا أن اللاعب المصاب بحمى الستة أشهر التخلي عنه فورًا لكي لا يصاب بقية اللاعبين بالعدوى ويكون ضرر بقائه أكبر.
إذا كان كنو يريد النصر فليرحل، وإن كانت رغبته البقاء في الهلال فليحسمها، الإثارة من القضية مادة دسمة للإعلام والجميع يبحث عنها لكنها مضرة على مسيريّ الأندية واللاعب وقبل ذلك المنتخب في حال تعرض للإيقاف.. لذا على كل لاعب أن يطوّر نفسه ليس بدنيًا فقط بل ذهنيًا من خلال المشاركة ولو عن بُعد في دورات فن اتخاذ القرار والاعتماد على وكلاء مؤهلين، فهي لقاح فعّال ضد حمى الستة أشهر.