يستقبل الرجل ضيفه محتفيًا به، مجتهدًا في إكرامه، ملبيًا نداء الواجب، وقبل أن يرفع الضيف “أكمام” ثوبه ليسبح في “المفطح”، يطلب من صاحب المكان تلبية مبتغاه، وإلا فلن يغوص في “زفر الوليمة”، فما كان من الأخير إلا الموافقة طبعًا متوقعًا أنه يريد ردَّ الوليمة يومًا ما، كما جرت العادة، لكنَّ الضيف “الخفيف في الفكر” قال: “تسوّي لي منشن في حسابك في السناب وإلا ما راح آكل”. هنا حتى الخروف الموجود على الصحن استغرب من الطلب!
ندرك بأننا نعيش في عالم متسارع، وسائله الجديدة أفقدتنا جمالية القيم، لكن يجب ألَّا نتبع هوانا “السوشلي”، ونركض خلف ملذاته، فتتساقط على طريقه الروح البسيطة، والمعاني السامية التي تركها لنا الأوَّلون، واجتهدوا في إيصالها إلينا.
الكثير أصبح مهووسًا بوسائل التواصل الاجتماعي، وأصيب بـ “حمّاها”، فرفع من درجة حرارة حماسه وتهافته على ملذات الريتويت واللايك مضحيًا بواجبه المنزلي والأسري وكذلك العملي، “مفرمتًا” كثيرًا من العادات والتقاليد التي ترعرع عليها، فأضحى العالم الافتراضي حقيقته التي لا يستطيع مغادرتها.
أحد المشاهير يُدخل المجتمع في منزله الخاص، ويشركهم في مشكلاته العائلية وتربية أطفاله بحثًا عن رفع عدد المتابعين، وآخر يجعل من والدته أضحوكة ليزيد من المشاهدات، وأخرى تعرض مفاتنها ورقصاتها بعد أن عرفت بأنها سلاح الكسب المادي والمعنوي في الـ “سوشال ميديا”. الكثير والكثير من الأمور المخجلة التي ينتهجها هؤلاء، والمصيبة أنهم يدركون أنهم على خطأ، والمصيبة الأكبر أن المتابعين يعون أنهم “تافهون”، ويتابعونهم، أما أم المصائب، فهو ما تقوم به بعض الشركات والجهات بالإعلان في حساباتهم على الرغم من معرفتها بأنهم لا يستحقون الإعلان عن منتجاتها، لكنها تركب موجة “التفاهة”.
لست ضد متابعة هؤلاء الحمقى، لكن أتمنى أن يكون ذلك من باب العظة حتى يتعلم الجيل الجديد من أبنائنا من أخطائهم فيتجنَّبونها في المستقبل، وألَّا يكون همُّهم الأكبر الحصول على “منشن” من أحد المشاهير التافهين، أو حتى أصحاب المحتوى الجيد.
نعيش في فجوة زمنية، تتوسط جيلًا مضى، قدَّم لنا كثيرًا من القيم النبيلة والدروس العظيمة في الحياة، وتأسَّس على الجد والاجتهاد والاحترام، وجيل قادم، نتمنى أن يستفيد من الجيل الماضي، ويقع علينا واجب تثقيفه وتعليمه وتسليح بصلابة الماضي وتطور المستقبل، وأن نجعله يتجاوز الفجوة الزمنية التي ملأها التافهون والمهرجون بسخافاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي حتى أفقدونا طعم الحياة الحقيقية، وأصابونا بعدواهم، لكن نأمل ألَّا تصل إلى الجيل الجديد وهو واجب العقلاء.
ندرك بأننا نعيش في عالم متسارع، وسائله الجديدة أفقدتنا جمالية القيم، لكن يجب ألَّا نتبع هوانا “السوشلي”، ونركض خلف ملذاته، فتتساقط على طريقه الروح البسيطة، والمعاني السامية التي تركها لنا الأوَّلون، واجتهدوا في إيصالها إلينا.
الكثير أصبح مهووسًا بوسائل التواصل الاجتماعي، وأصيب بـ “حمّاها”، فرفع من درجة حرارة حماسه وتهافته على ملذات الريتويت واللايك مضحيًا بواجبه المنزلي والأسري وكذلك العملي، “مفرمتًا” كثيرًا من العادات والتقاليد التي ترعرع عليها، فأضحى العالم الافتراضي حقيقته التي لا يستطيع مغادرتها.
أحد المشاهير يُدخل المجتمع في منزله الخاص، ويشركهم في مشكلاته العائلية وتربية أطفاله بحثًا عن رفع عدد المتابعين، وآخر يجعل من والدته أضحوكة ليزيد من المشاهدات، وأخرى تعرض مفاتنها ورقصاتها بعد أن عرفت بأنها سلاح الكسب المادي والمعنوي في الـ “سوشال ميديا”. الكثير والكثير من الأمور المخجلة التي ينتهجها هؤلاء، والمصيبة أنهم يدركون أنهم على خطأ، والمصيبة الأكبر أن المتابعين يعون أنهم “تافهون”، ويتابعونهم، أما أم المصائب، فهو ما تقوم به بعض الشركات والجهات بالإعلان في حساباتهم على الرغم من معرفتها بأنهم لا يستحقون الإعلان عن منتجاتها، لكنها تركب موجة “التفاهة”.
لست ضد متابعة هؤلاء الحمقى، لكن أتمنى أن يكون ذلك من باب العظة حتى يتعلم الجيل الجديد من أبنائنا من أخطائهم فيتجنَّبونها في المستقبل، وألَّا يكون همُّهم الأكبر الحصول على “منشن” من أحد المشاهير التافهين، أو حتى أصحاب المحتوى الجيد.
نعيش في فجوة زمنية، تتوسط جيلًا مضى، قدَّم لنا كثيرًا من القيم النبيلة والدروس العظيمة في الحياة، وتأسَّس على الجد والاجتهاد والاحترام، وجيل قادم، نتمنى أن يستفيد من الجيل الماضي، ويقع علينا واجب تثقيفه وتعليمه وتسليح بصلابة الماضي وتطور المستقبل، وأن نجعله يتجاوز الفجوة الزمنية التي ملأها التافهون والمهرجون بسخافاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي حتى أفقدونا طعم الحياة الحقيقية، وأصابونا بعدواهم، لكن نأمل ألَّا تصل إلى الجيل الجديد وهو واجب العقلاء.