|




خالد الشايع
وقع.. صور.. أعلن.. هكذا تدار الأمور
2022-01-09
يسعى كل رئيس نادٍ لتقوية صفوف فريقه الأول لكرة القدم بالصفقات النوعية والمستمرة، لكي يحافظ على حيوية الفريق، وقوته، والفوز بالبطولات.
الفرق بين رئيس وآخر هو طريقة تلبية احتياجات الفريق، والتفاوض ومحاولة الحصول على أفضل صفقة لناديه، البعض يريدها مدوية تثير صيحات الجمهور، وتفاعله، والبعض يعمل بصمت وهدوء ودون تأثر كبير بما يطلبه الجمهور.
في الموسم الماضي شاهدنا أكثر من صفقة تمت وبمبالغ كبيرة، كان هدفها الأول إسكات الجماهير الغاضبة على مستويات الفريق، فتراوحت ما بين الفائدة المحدودة والفشل الذريع، دون ذكر أسماء الجماهير تعرف جيدًا من يتعاقد بغرض التعاقد لا أكثر.
يمثل رئيس نادي الهلال الفئة الثانية من الرؤساء، هادئ، صامت، ولا يبحث عن الأضواء، لا تجده يغرد كثيرًا ولا يصدر بيانات إلا في أضيق الحالات، من النادر أن تجد رئيسًا مثل فهد بن نافل، بطولاته أكثر من ظهوره الإعلامي، هو رئيس جاء ليعمل لا ليستفيد من منصبه ليشتهر أكثر.
سن ابن نافل سنة جديدة، وقع، صور، وأعلن، هكذا تدار الأمور، لا مجال للنوايا السيئة التي غالبًا ما تحيط بأهلها.
خلال أقل من عشرة أيام، حسم أربع صفقات كبيرة، والخامسة تُطبخ على نار هادئة، بدأها بسعود عبد الحميد، وثناها بعبد الرحمن العبيد، ومحمد كنو واستمر بمحمد العويس، وينوي ختامها بعبد الإله المالكي إن سارت الأمور كما خُطط لها.
صفقات لم تكلف خزينة الهلال سوى رواتب اللاعبين، دون دفع أي مبالغ إضافية لأنديتها، انتظر بصبر حتى دخول اللاعبين في الستة الأشهر الحرة لتكون صفقات مجانية.
لم يكن ابن نافل بحاجة للضجيج لكي يدفع مبالغ كبيرة للحصول على لاعب يمكن أن يحصل عليه بعد شهور قليلة بالمجان، هو يشكل مدرسة جديدة في التفاوض، والتعاقد وفق حاجات الفريق، لا حاجات الجماهير.
عندما استلم ابن نافل رئاسة الهلال، كان أمامه مطالبات جماهيرية كاسحة للتعاقد مع الإماراتي عمر عبد الرحمن، بيد أن صم آذانه عن كل تلك الأصوات، وعمل وفق رؤية إدارية وفنية هدفها مصلحة الفريق، لا إرضاء الجماهير والمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي.
في نهاية المطاف، كسب رئيس الهلال الجولة، وخسر جمهور عموري الذي ثبت أن مستوياته المذهلة كانت من الماضي، لو أن ابن نافل كان يبحث عن مجد شخصي لجدد لعموري، الذي كان سيكون عالة على الهلال كما هو اليوم على شباب أهلي دبي.