|


رياض المسلم
«راعي الددسن».. ونجاح رالي داكار
2022-01-14
في مقطع فيديو متداول على منصات حسابات التواصل الاجتماعي يظهر صاحب “ددسن غمارة واحدة” يباري أحد المتسابقين في رالي داكار في سيارته المجهّزة ميكانيكيًا ودفع عليها مبالغ طائلة، ومخصصة للسباقات من هذا النوع وبجانب قائدها مساعد يرشده وعيّناه من خلف الخوذة حائرة بين الطريق وأجهزة المراقبة وويداه مشغولة في الكتابة والتواصل مع الفريق، في المقابل مساعد صاحب الددسن يلوّح بشماغه من النافذة وكأنه يعلن الانتصار بعد أن تخطاه في المقطع الذي جعله يصل إلى الترند.
بعض الإعلاميين للأسف تركوا رالي داكار وما تقوم به وزارة الرياضة وكافة الجهات ذات العلاقة من جهد في تنظيم أهم مسابقة للسيارات والدراجات النارية والمركبات الثقيلة في العالم، ونقلوا تغطيتهم إلى “صاحب الددسن” ووصفوه بالموهوب بالفطرة وجاء التركيز عليه، وكيف استطاع تخطيّ المتسابق العالمي في الرالي علمًا أن عداد “الددسن” لا يتخطى 200 كم في الساعة ولكن بعض الإعلاميين جعلونا نشعر بأن اليابانيين استبدلوا ماكينته الصغيرة بالنفاثة. لست ضد تسليط الضوء على هذه المقاطع والصور الجانبية في رالي داكار، وهي تشكل جزءًا من هويتنا، فلقد استمتعنا كثيرًا بالتقاط مصوريّ وكالات الأنباء العالمية لصور متسابقين في الصحراء يمرون بجانب ذود من الجِمال، وآخر يقترب من خيام، وثالث من ناطحات سحاب، ورابع من بين جبال القدية، وخامس يقص “سكاكين النفوذ”، معالم هنا وهناك تشكل أحد الأهداف الرئيسة من احتضان المنافسات العالمية في بلادنا ليعرف المشاركون من الأجانب القوى البشرية والإمكانات الكبيرة وليتعرفوا على التضاريس والثقافات، وهو ما تحقق من التنظيم العالمي، ويمثّل “القوى الناعمة”. وبالعودة لصاحب الددسن والذي وصف بأنه بطل غير متوج في عيون المتعاطفين من الإعلاميين، فهو ببساطة تخطى المتسابق العالمي، كون الأخير ملزم بأنظمة رالي داكار بتحديد سرعات معينة في بعض المناطق وإن تجاوزها يكون عرضة للخصم من نقاطه أو تقع عليه عقوبة أخرى وفق اللوائح، الأمر الذي استثمره “صاحب الددسن وصديقه” وجعلهما يكسبان الجولة “الهامشية” كونه تحدّهما أنظمة قيادة في الصحراء أو ساهر يكبح جماحهما. وقبل توديع قصة صاحب الددسن على طريقة صديقه بالشماغ، يجب أن لا نُغفل الجهد الكبير المبذول من كل شخص وقف لإنجاح رالي داكار، ويراعي هؤلاء الاعلاميين النقاط التي تستحق التركيز ويتركوا الهوامش.. فهنيئًا لنا بهذا التنظيم الرائع والحفل الختامي المميز، ففي كل صورة نجاح بسواعد أبنائنا نستذكر معها مقولة رائد التغيير وملهم الشباب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظه الله: “لدى السعوديون همّة مثل جبل طويق لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى”.