|


طلال الحمود
ماما أفريكا
2022-01-15
استأثر الحكم الزامبي جاني سيكازوي بالأضواء في بطولة كأس إفريقيا المقامة حاليًا في الكاميرون، بعدما اتخذ قرارًا بإنهاء مباراة تونس ومالي في الدقيقة 85، قبل أن يتم تنبيهه بأن الزمن الأصلي لم يصل إلى نهايته.
ومع هذا لم يحتمل الرجل الملل الذي أصابه من رداءة مستوى المباراة وأعلن مرة ثانية عن انتهاء اللقاء في الدقيقة 89 على مشهد مدرب منتخب تونس الذي فقد السيطرة على أعصابه وركض نحو الحكم لإقناعه أن هناك دقيقة متبقية بالإضافة إلى الوقت بدل الضائع! الحكم سيكازوي اتخذ قراره بإنهاء المباراة وفض التجمع، تاركًا الاتحاد الإفريقي “يسهر جراها ويختصم” بحثًا عن تبرير مقبول لـ “ترقيع” الفضيحة.
ولم يكن الحكم الزامبي أول “القادحين” من أصحاب الصافرة، إذ يحمل تاريخ اللعبة مواقف لا تنسى في كثير من بلدان العالم، وما زال مشهد الحكم المصري والمعلق الراحل علي زيوار عالقًا في أذهان المصريين من أبناء جيله، حين أوقف المباراة لمعاقبة الجمهور ردًا على عبارة نابية سمعها من مدرجات الدرجة الثالثة، مشترطًا إخلاء المدرج كاملًا من المشجعين لإكمال المباراة، بينما سجلت كاميرات التلفزيون الحكم الكويتي سعد الفضلي حين اشتبك مع لاعبي النصر خلال مباراتهم ضد العربي، واتخذ الفضلي قراره بتأديب اللاعبين بعد قيام أحدهم بدفعه، وعلى الرغم من صعوبة المهمة إلا أن الحكم الصارم قاد الحملة بشجاعة لقمع التمرد وإعادة النظام إلى أرجاء الملعب.
حادثة الحكم الزامبي أعادت المطالبات بتقليص صلاحيات الحكم في تحديد الوقت المحتسب بدل الضائع والتحكم بإنهاء المباراة، خاصة أن عشرات الحكام اتخذوا قرارات مجحفة بإهمال الوقت الضائع وعدم احتساب الدقائق الضائعة التي تذهب غالبًا بتعمد لاعبي الفريق الفائز السقوط بمناسبة وبدونها، فضلًا عن “مشاوير الفار” والوقت الذي يستغرقه بعض الحكام في التدقيق والتمحيص والاستخارة قبل اتخاذ القرار الأقل ضررًا لشخصه وليس الأصلح للفريقين.
في الدوري السعودي يتكرر مشهد ذهاب الحكم إلى شاشة الفار بصفة مستمرة، وربما يكون الحكام المحليون الأكثر استعانة بهذه التقنية، والأطول وقوفًا أمام الشاشة حتى إن بعضهم يقف أمامها ويحرك رأسه ببطء متأملًا من اليمين إلى اليسار وكأنه ينظر في المرآة بحثًا عن حب الشباب ومدى تأثير الانقطاع عن تناول الحلويات والكاكاو، مع أن الأمر لا يتطلب الكثير من الوقت لو قام الناقل بتوفير اللقطات الأكثر وضوحًا بدلًا من تقسيطها وإطلاع الحكم على الإعادة الأسرع ومن ثم إثارة الجدل بعرض اللقطات الواضحة.