كلما أردت الكتابة عن كورونا ترددت، وألغى هذا التردد بعض ما أردت كتابته، لأن الخوض في تفاصيلها قد يرهق القراء بما هم مرهقون منه أصلًا، فأخبارها والأحاديث عنها صارت من يوميات سكان العالم غير المحببة، لكنها واقع الحال، ومع ذلك فأنا كتبت العديد من المقالات عن كورونا وبعض تفاصيلها.
هذه المرة التي أشعر بالدافع للكتابة عنها حاولت أن أصل إلى حل وسط، ألَّا أزعج القراء بكورونا وأكتب عنها في نفس الوقت، فكرت ماذا لو كتبت عن كورونا لسكان العالم بعد سبعين أو ثمانين عامًا، وخصوصًا وأنهم بحاجة لمن ينقل لهم الماضي بطريقة كتبت لهم خصيصًا، ولأنهم سكان ما بعد 80 عامًا كان لا بد أن أحسب حساب أنهم متطورون جدًا، فالعلم الآن يتضاعف كل عدة أعوام. وجدت أن مساحة المقال لن تكفي إلا للشرح عن بعض الأشياء والمسميات التي نستخدمها اليوم بينما لا يعرفونها هم، مثال على ذلك: كورونا ضاعفت أرباح أغنى عشرة رجال في العالم خلال عامين، وحققت لهم أرباحًا أكثر مما حققوه خلال 14 عامًا، وأن تجارة بعضهم هي البيع عبر المواقع الإلكترونية. هنا سأحتاج أن أشرح لهم معنى مواقع إلكترونية لأنهم حينها لن يستخدموا مسمى موقع إلكتروني، مسمى آخر لا نعرفه. ولو أردت أن أكتب لهم أن كورونا ألغت آلاف الرحلات الجوية وأغلقت المطارات شهورًا عدة، توجب أن أشرح لهم أننا نسافر بشكل جماعي عبر طائرة واحدة. لأنهم في ذلك الوقت لن يستخدموا الطيران بالطريقة التي نعرفها، وأعتقد أن لكل فرد وسيلة نقل خاصة سريعة جدًا، وهذا الأمر يشبه واقعنا اليوم مقارنة بالعالم قبل 100 عام عندما لم تكن السيارة في مثل انتشارها اليوم، ولم يكن امتلاك واحدة منها بالأمر السهل. أما لو أردت أن أذكر لهم شيئًا عن وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها وتأثيرها في الجائحة فلا بد أن أشرح لهم عن هذه التطبيقات لأنها لن تكون موجودة بعد 80 عامًا وستكون هناك بدائل أكثر تطورًا من فيسبوك وتويتر. توصلت إلى أن أفضل ما سأنقله لهم عن تجربتنا مع الجائحة هي ما علمتنا إياه، وأن الإنسان مهما بلغت قوته إلا أنها محدودة، ومهما بلغ علمه إلا أنه غير مكتمل، وأنه مهما بلغ ذكاؤه إلا أنه لا يضمن نجاحه، في بداية الأزمة عندما اضطررت البقاء في المنزل امتثالًا للأوامر، توطدت علاقتي بأسرتي بشكل غير مسبوق، وتيقنت بأن ألذ سعادة موجودة بالقرب من العائلة. في نفس العزلة طافت أمامي العديد من وجوه الأصدقاء الذين انشغلت عنهم عندما كان العالم مفتوحًا على بعضه، ولم أرفع سماعة الهاتف للاطمئنان عليهم، حينها كانت ذكرياتي معهم من أعز ما أملك، لذلك استنتجت أن الأصدقاء جمال للحياة وممن يضيفون لها قيمة وأهمية.
هذه المرة التي أشعر بالدافع للكتابة عنها حاولت أن أصل إلى حل وسط، ألَّا أزعج القراء بكورونا وأكتب عنها في نفس الوقت، فكرت ماذا لو كتبت عن كورونا لسكان العالم بعد سبعين أو ثمانين عامًا، وخصوصًا وأنهم بحاجة لمن ينقل لهم الماضي بطريقة كتبت لهم خصيصًا، ولأنهم سكان ما بعد 80 عامًا كان لا بد أن أحسب حساب أنهم متطورون جدًا، فالعلم الآن يتضاعف كل عدة أعوام. وجدت أن مساحة المقال لن تكفي إلا للشرح عن بعض الأشياء والمسميات التي نستخدمها اليوم بينما لا يعرفونها هم، مثال على ذلك: كورونا ضاعفت أرباح أغنى عشرة رجال في العالم خلال عامين، وحققت لهم أرباحًا أكثر مما حققوه خلال 14 عامًا، وأن تجارة بعضهم هي البيع عبر المواقع الإلكترونية. هنا سأحتاج أن أشرح لهم معنى مواقع إلكترونية لأنهم حينها لن يستخدموا مسمى موقع إلكتروني، مسمى آخر لا نعرفه. ولو أردت أن أكتب لهم أن كورونا ألغت آلاف الرحلات الجوية وأغلقت المطارات شهورًا عدة، توجب أن أشرح لهم أننا نسافر بشكل جماعي عبر طائرة واحدة. لأنهم في ذلك الوقت لن يستخدموا الطيران بالطريقة التي نعرفها، وأعتقد أن لكل فرد وسيلة نقل خاصة سريعة جدًا، وهذا الأمر يشبه واقعنا اليوم مقارنة بالعالم قبل 100 عام عندما لم تكن السيارة في مثل انتشارها اليوم، ولم يكن امتلاك واحدة منها بالأمر السهل. أما لو أردت أن أذكر لهم شيئًا عن وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها وتأثيرها في الجائحة فلا بد أن أشرح لهم عن هذه التطبيقات لأنها لن تكون موجودة بعد 80 عامًا وستكون هناك بدائل أكثر تطورًا من فيسبوك وتويتر. توصلت إلى أن أفضل ما سأنقله لهم عن تجربتنا مع الجائحة هي ما علمتنا إياه، وأن الإنسان مهما بلغت قوته إلا أنها محدودة، ومهما بلغ علمه إلا أنه غير مكتمل، وأنه مهما بلغ ذكاؤه إلا أنه لا يضمن نجاحه، في بداية الأزمة عندما اضطررت البقاء في المنزل امتثالًا للأوامر، توطدت علاقتي بأسرتي بشكل غير مسبوق، وتيقنت بأن ألذ سعادة موجودة بالقرب من العائلة. في نفس العزلة طافت أمامي العديد من وجوه الأصدقاء الذين انشغلت عنهم عندما كان العالم مفتوحًا على بعضه، ولم أرفع سماعة الهاتف للاطمئنان عليهم، حينها كانت ذكرياتي معهم من أعز ما أملك، لذلك استنتجت أن الأصدقاء جمال للحياة وممن يضيفون لها قيمة وأهمية.