|




عبدالرحمن مجرشي
ما الذي يجب على مخرج حفلة المعازيم؟
2022-01-19
هذه المقالة كتبت بحب مع أشخاصٍ يجمعهم “عبداوية الهوى”، لمعرفتهم بطقوس، وأغاني، وجلسات، محمد عبده.. يحفظون موّالاته، وحركة يديه ونظراته في كل أغنية، ويتفقون أنه جزءٌ أصيل من ذاكرة كل سعودي، كما أنهم لم يحصلوا على تذاكر ليلة المعازيم.
الليلة المنتظرة زادها وهجًا ترحيل موعدها، وتسريبات تحضيراتها لنترقب بشغف صوتًا يحمل (نسيم الجنوب) إلى (بحر جدة)، ويجمع (رقة الرياض) وجمال (الساحل الشرقي) ويوحد (الأماكن) في (رسالة)، ويضع (المعازيم) في (ليلة خميس).
وكما أن الغناء أكثر الأشكال الفنية قدرة على التأثير في أفكار الناس، وصياغة وجدانهم؛ كذلك فنان العرب يعيش في ذاكرة الملايين بذكرى خالدة، رسم البسمة واللوعة، ونشر الضحكة والشجن، وملأ حياة المتعبين أملًا وسلوى، وطبّب قلوب العاشقين، وواسى ليالي الساهرين، فله دائمًا حضورٌ وظهور.
ولأننا سنكون خلف الشاشات كُتبت هذه المقالة لمخرج الحفلة بمحبةٍ، وغبطةٍ، وحيرة، وإليه شيئًا نود قوله:
محظوظٌ لأنك ستقود ليلة المعازيم، والحظ الأكبر حضورك البروفات، والضحكات، وأن ترى استباقًا السلطنة، وتسمع اللاءات والآهات العبداوية.
كمتلقين لا يكفينا أن تكون عارفًا بأغانيه؛ بل يجب إن تكون فاهمًا لحركاته في كل أغنية، وكيف أداها في أجمل لحظاته؛ وعتبنا على مخرجين سابقين عاملوه كغيره من الفنانين؛ فلم نرَ وجهه في المُدود، ولحظات الطرب، والفرح، وتفاعل الفرقة وقائدها إلا من خلال مقاطع المحبين.
إن هذه المقالة لمخرج حفلة المعازيم أولاً، وكل مخرج لمحمد عبده دائمًا؛ لتبين مسؤوليتكم في نقل حفلات فنان تعد أغانيه وحفلاته توثيقًا للفن الغنائي السعودي.
أيها المخرج محمد عبده صوت (مـن هالأرض) وصل بالأغنية السعودية (فوق هام السحب) وهناك قـال (الله أحد.. وأرضي بعد)، ثـم (حدثنا عن جهاد جدودنا وعن امتداد حدودنا).. صوتٌ تتمثل فيه جغرافية المملكة، ففيه عبق الحجاز، وخزامى نجد، ونخيل الأحساء، وكادي جازان، وزيتون الشمال، وفي حضوره يمثل سودة عسير، ويضاهي امتداده وادي الرمة.
محمد عبده الواقف على مسرحه (جمرة غضى) تملأ شتاء كل (ساري) بالدفء، وصوته يشبه (شروق الشمس) و(عيد الفرح) ويمثل (مجموعة إنسان) في التعاطي مع الكلمة واللحن..
أبو نورة (كله عطا) وهو (دستور) للفن، ومهما (طال السفر) أو (كان في الجو غيم)، سيبقى هو (كل البدايات وآخر ساحل وميناء)
نأمل من سيدنا المخرج؛ أن يتذكر أن الملايين خلف الشاشات ينظرون وينتظرون هذه الحفلة فكل لقطة ولمحة تمثل لنا شيئًا أصيلاً، وفريدًا، وسيبقى في الذاكرة.