|


منصور ناصر الصويان
اللاعبون الأجانب مرة أخرى
2022-01-23
القرارات الحاسمة والكبيرة في الرياضة يتم اتخاذها في الغالب بناءَ على نتائج دراسات علمية وتحليل علمي منطقي، يقوم على ذلك مختصون من ذوي الدراية والمعرفة والتأهيل العلمي، وهذا يقودنا إلى أهمية وجود مجموعة علمية مهنية للدراسات الفنية باتحاد كرة القدم، وهو ما طالبت به كثيراً وكتبت حوله عموداً مشابهاً في الفترة القريبة الماضية.
مؤخراً عادت نغمة المطالبات برفع عدد اللاعبين المحترفين الأجانب في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين لكرة القدم إلى ثمانية لاعبين، يقابل ذلك الكثير من الأصوات التي تعارض وبشدة تلك الزيادة بل وترغب في تخفيض عدد اللاعبين الأجانب إلى أعداد مقبولة.
مما لاشك فيه أن وجود عدد من النجوم الأجانب زاد من مستوى المنافسة ورفع مستوى القيمة المالية للدوري السعودي للمحترفين وحسن ترتيبه على المستوى القاري والدولي. هذه نتائج مطلوبة وبالتأكيد يسعى لها القائمون على الرياضة السعودية ولكنها تبقى وقتية وتصب في جانب مادي تسويقي وليس الجانب الفني التطويري طويل الأمد.
الذين يطالبون بزيادة أعداد اللاعبين الأجانب في الدوري غالباً ما ينظرون للوضع من خلال مصلحة فريقهم أو ميولهم دن النظر لمصلحة اللاعب السعودي والمنتخب السعودي وبالتالي الكرة السعودية.
إن استمرار وجود اللاعبين غير السعوديين في الدوري بهذه الأعداد وبجودة غير كافية هو هدر مالي واضح، وخنق لفرصة اللاعب السعودي في المشاركة على مستوى المنافسة، كما أن ذلك يتعارض مع المطالبات المستمرة للأندية بضرورة الاهتمام باللاعبين الصغار ودعم الفئات السنية، حيث إنه ومن الصعوبة بمكان أن يجد اللاعبون المصّعدون من درجة الشباب الفرصة للعب في الفريق الأول مع وجود هذا الكم من اللاعبين غير السعوديين وبالتالي تكون المحصلة إعارة اللاعب إلى مستوى منافسة أقل في الدرجة الأولى أو تسرب اللاعب من اللعبة، وبالنتيجة يخسر النادي مادياً، وتخسر الكرة السعودية موهبة محتملة للبروز.
كما أن الاستفادة من العدد الكبير للاعبين غير السعوديين في البطولات الآسيوية يبقى محدوداً في ظل اقتصار الاتحاد الآسيوي على أربعة لاعبين محترفين غير مواطنين بينهم لاعب آسيوي.
لذا فإنه من الأفضل مسك العصا من الوسط وتقليص عدد اللاعبين إلى خمسة أجانب، بينهم لاعب آسيوي، على أن يتمتع هؤلاء اللاعبون بالجودة الفنية العالية، وفي المقابل أيضاً يمكن توفير المبالغ الفائضة لتجويد البنية التحتية وتطوير بيئة الملاعب في الفئات السنية التي تعاني في معظم أندية الدوري، بل إن الكثير منها يتدرب في ملاعب مستأجرة خارج أسوار الأندية.