|


محمد المسحل
خليل الزياني
2022-01-29
الشخصيات الناجحة، لا تأتي بالصدفة، بل تنشأ في ظروف تصنع منها شخصية لا يروق لها شيء سوى الإنجاز والنجاح. وهكذا نشأ الوالد والكابتن خليل الزياني، الذي ارتبطت صورته الذهنية في النجاح والفرح والإنجاز، لكل من يسمع اسمه، ليس في المملكة فحسب، ولكن في الخليج العربي.
خليل الزياني الذي وُلد في مدينة الدمام سنة 1947م (75سنة)، تقاطع في مراحل حياته العملية والاجتماعية مع غازي القصيبي وعبد الله الدبل وفيصل الشهيل (رحمهم الله جميعًا) وكل هؤلاء (وآباءهم وإخوانهم) كانوا زملاء وأصدقاء لوالدي رحمه الله (الذي كان أكبرهم سنًّا)، وذلك في مرحلة الستينات والسبعينات الميلادية، سواءً في مرحلة الدراسة والعمل في أرامكو ومؤسسة السكك الحديدية وميناء الملك عبد العزيز في الدمام، أو حتى في الحقل التجاري والاجتماعي في الشرقية، وكنت أسمع منه الكثير من مواقف وقصص النجاح التي لم تسردها سيرهم الذاتية المنشورة في الصحف الورقية والإلكترونية.
العيش والعمل مع كل تلك الأسماء المرصعة بالنجاحات العملية والثقافية والاجتماعية، تجعل من المرء شعلة دائمة التوقد، تعمل ليل نهار لشيء واحد، اسمه: النجاح والإنجاز، ولذلك، عندما خطط خليل الزياني في نهاية السبعينات مع عبد الله الدبل لصناعة فريق بطل في نادي الاتفاق، كان يعرف تمامًا أنه يسعى لهدف صعب، ولكنه ممكن ومتاح، وهو الفوز بالدوري الممتاز، وبأول بطولة خارجية بتاريخ المملكة العربية السعودية، وبعدما تسلم النادي الأخ العزيز عبد العزيز الدوسري (الشاب المتوقد آنذاك) وبدعم من رجالات الاتفاق الذين كانوا عبارة عن عقد لامع من الأسماء الناجحة في مجالاتها، حقق خليل الزياني جميع الأهداف التي وضعها لفريقه، بل وتعداها قليلًا، فحقق بطولة الدوري الممتاز وبطولة الخليج (كأول بطولة خارجية تسجل باسم السعودية) بل وكأس العرب (كأول نادٍ سعودي يحقق اللقبين)، ثم جاءت التوجيهات بتعيينه مدربًا للمنتخب السعودي، ليحصد أول كأسٍ آسيوية باسم السعودية، جعلت كل السعوديين والعرب يفخرون بمنتخب السعودية، ولا ينسون اسم خليل الزياني حتى اليوم، كرمز وطني من رموز النجاح.
ولا ننسى أن تلك الحقبة، كانت مدعومة بشكل كبير بوجود الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، الذي كان يعطي الرياضة والرياضيين الشيء الكثير، وكان عندما يثق برجل من رجاله، يقول له: “الثقة لا تتجزّأ”، فيعطيه كامل الحرية والدعم للعمل على تحقيق الإنجاز. وفي عصرنا الحالي، وبوجود ودعم سمو سيدي ولي العهد، أرى أننا في عصرٍ ذهبي تاريخي لصناعة المئات مثل خليل الزياني، هذا الرمز الرياضي الكبير، والذي يرقد حاليًا في المستشفى لإجراءات طبية، نسأل الله أن يقوم بعدها بالشفاء والعافية.