|


تركي السهلي
نهاية الخطابات
2022-01-31
مع انكشاف لغة خالد البلطان، التي صدّرها للجمهور الشبابي منذ عودته للعمل وسقوطها أمام الحقائق، تم الإعلان عن نهاية الخطابات. والمتتّبع للمواقف المُعلنة لرئيس مجلس إدارة نادي الشباب على مدى الثلاثة أعوام الأخيرة يُدرك جيّدًا أن تمييع الأمور لا يمكن أن يستمر طويلًا.
لقد قال البلطان الكثير لجماهير الليث، ووضع لهم الخطط، بدءًا من الاستعداد والبناء حتى المنافسة، ثم الوصول لمرحلة الحصول عليها. ووضع رئيس “الليث” خطة زمنية لذلك، لكنّ كُلّ ذلك ذهب أدراج الرياح. إن المواقف المبنية على كلام سُتقابل بالوقائع الماثلة، وحينها لا ينفع أن تنتهج موقفًا كلاميًا جديدًا يمحي الأوّل من الأذهان إلاّ لمن يريدون تمرير ذلك على العامّة أو على فئة معيّنة ترتضي القبول بالنهج الثاني.
إنّ أخطر ما يسلكه العابرون في المجال الرياضي أو إليه هو تصغير العقل المُراقب واعتباره حالة سهلة يمكن إسكان إي أمر فيه، وأن التعامل معه يكون مبنيًا على رفع الصوت، وتبديل الأحرف، وأخذ منطقة مختلفة تبدأ وتنتهي عند التغييب ومحو القديم.
لقد تنامت في وسطنا الرياضي لغة الخطابات والوعظ والتوجيه بين الأصغر والأكبر، ويمكن ملاحظة ذلك من وقوف رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم وسط لاعبي المنتخب الأوّل في كل مرّة تسبق نزالًا قويًا، وتصريحاته الصحفية وإكثاره من التفخيم والوعظ وشحذ الهمم في وقت لا مجال فيه لانتهاج ذلك. وربما في التحليل من تعاظم اللغة الخطابية لدى رؤساء أندية ورئيس الاتحاد الأهلي هو غياب الصدقية والثقة في بناء موقف واضح وصلب، الأمر الذي يدفع إلى الجنوح نحو الإرشاد اللفظي وتسجيل حالة رضا ذاتية لا تشمل المجموعة.
إنّ كُرة القدم تتكوّن من داخل الملعب ومن خارجة، وإن الرجل الذي يخطط للمال والتسويق حين لا يقوى على التقييم الحقيقي للداخل يبدأ في إظهار لغة تخفي نتائج الخارج وهُنا يحدث الانكشاف.
لقد تعامل بعض الرؤساء والإداريين مع الجماهير على أنه يسهل تسييرهم وأخذهم إلى مناطق ينبغي ألاّ يروا منها شيئًا، وأن يبقوا في دائرة التعمية وعدم الفهم، وهذا أمر يجب كسره وتبيانه للناس. لقد وضع البلطان وغيره من أعمالهم خصمًا للنتائج المنطقية وأظهرت الأيّام كم هم مقصّرون في حق الأطراف، وأنّ بقاءهم مع الخطابات لن يجدي مع تطوّر العقل ورغبته في أن يفتح نوافذ الوعي أمام الجميع. إنّ اللحظة الفارقة بين الحقيقة والوهم هي ذاتها الفاصلة بين الحديث والصمت.