ـ بين المُقلِّد مهما أجاد، بل وبالذّات حين يُجيد، وبين المُبدِع، وإنْ أظهر بعض الأحيان براعةً أقلّ ممّا كنّا نأمل، يظلّ هذا الفارق، الذي يبدو لوهلة أنّه بسيط، وقليل الأهميّة، لكنه في حقيقته كبير وشاسع، وفي غاية الأهميّة، لدرجة يمكن لي معها تسميته بالفارِق الفِرَاق: المُقلِّد يمتلك موهبة “عموميّة”، بينما المُبدِع يمتلك موهبة “شخصيّة”!.
ـ ورطة المُقلِّد، والحبل الذي ينعقد حول عنقه ويُضيّق عليه، ليست في غياب الموهبة. هي لو كانت غائبة لما أمكنه التّقليد!. ورطته الكُبرى هي أنّ موهبته بلا “شخصيّة”!. وكلّما كانت هذه الموهبة كبيرة، فإنْ كونها موهبة بلا “شخصيّة” يزيد من خيبتها ورداءة صاحبها!.
ـ والرداءة الفنّيّة هنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرّداءة الأخلاقيّة!. تكاد لا تتمتّع هذه الرّداءة الأخلاقية بشيء من الفضائل، اللهمّ إلّا إذا اعتبرنا حُمقها حاملًا لفضيلة ما: فضْح نفسها!. فليس أسهل من معرفة الآخر الذي يُشكِّل العُقدة بالنسبة إلى المُقلِّد: انظر إلى الجهة التي ينبح المُقلِّد باتّجاهها أكثر من غيرها في حواراته الإعلاميّة، ستعرف من يُشكِّل عُقدته الخانقة!.
ـ على الجانب الآخر، البعيد، وإنْ بدا قريبًا، يتمتّع المُبدع بموهبة أهم ما فيها أنها “شخصيّة”!. وحكاية أنّ هذا هو أهم ما فيها، ليست حكاية اعتباطيّة، ولا من سيل الكلام المُكمِّل للمعنى بتبجيل غير مُستحَقّ!.
ـ ذلك أنّ صاحب مثل هذه الموهبة “الشّخصيّة”، قد يكون أقلّ وعيًا وثقافةً من صاحب الموهبة المَشَاع، بل وفي أحيان كثيرة يكون أكثر عبثيّة، وأقلّ تنظيمًا، وأضعف دراية بما يريد، وبما يدور حوله، من صاحب الموهبة العموميّة.. الموهبة المَشَاع!.
ـ أضف إلى ذلك أنه، وفي الغالب الأعمّ، يكون صاحب الموهبة “الشّخصيّة” أقل قدرة من الآخَر المُقلِّد في التواصل مع بقيّة الناس في وسطه من زملاء وإعلاميين، في حين تغلب على المُقلِّد، صاحب الموهبة العموميّة المَشَاع، صفة الدّماثة، وحسن الاستقبال، ولطافة التّعامل، والتّرحيب بالدّعوات، وكثرة الأصدقاء!.
ـ بالرّغم من ذلك كلّه، فإنّ صاحب الموهبة المتمتّعة والمتمنّعة بوصفها “موهبة شخصيّة” وحده القادر على تقديم أعمال أدبيّة وفنيّة حقيقيّة، ذات أثر وبقاء!.
ـ ورطة المُقلِّد، والحبل الذي ينعقد حول عنقه ويُضيّق عليه، ليست في غياب الموهبة. هي لو كانت غائبة لما أمكنه التّقليد!. ورطته الكُبرى هي أنّ موهبته بلا “شخصيّة”!. وكلّما كانت هذه الموهبة كبيرة، فإنْ كونها موهبة بلا “شخصيّة” يزيد من خيبتها ورداءة صاحبها!.
ـ والرداءة الفنّيّة هنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرّداءة الأخلاقيّة!. تكاد لا تتمتّع هذه الرّداءة الأخلاقية بشيء من الفضائل، اللهمّ إلّا إذا اعتبرنا حُمقها حاملًا لفضيلة ما: فضْح نفسها!. فليس أسهل من معرفة الآخر الذي يُشكِّل العُقدة بالنسبة إلى المُقلِّد: انظر إلى الجهة التي ينبح المُقلِّد باتّجاهها أكثر من غيرها في حواراته الإعلاميّة، ستعرف من يُشكِّل عُقدته الخانقة!.
ـ على الجانب الآخر، البعيد، وإنْ بدا قريبًا، يتمتّع المُبدع بموهبة أهم ما فيها أنها “شخصيّة”!. وحكاية أنّ هذا هو أهم ما فيها، ليست حكاية اعتباطيّة، ولا من سيل الكلام المُكمِّل للمعنى بتبجيل غير مُستحَقّ!.
ـ ذلك أنّ صاحب مثل هذه الموهبة “الشّخصيّة”، قد يكون أقلّ وعيًا وثقافةً من صاحب الموهبة المَشَاع، بل وفي أحيان كثيرة يكون أكثر عبثيّة، وأقلّ تنظيمًا، وأضعف دراية بما يريد، وبما يدور حوله، من صاحب الموهبة العموميّة.. الموهبة المَشَاع!.
ـ أضف إلى ذلك أنه، وفي الغالب الأعمّ، يكون صاحب الموهبة “الشّخصيّة” أقل قدرة من الآخَر المُقلِّد في التواصل مع بقيّة الناس في وسطه من زملاء وإعلاميين، في حين تغلب على المُقلِّد، صاحب الموهبة العموميّة المَشَاع، صفة الدّماثة، وحسن الاستقبال، ولطافة التّعامل، والتّرحيب بالدّعوات، وكثرة الأصدقاء!.
ـ بالرّغم من ذلك كلّه، فإنّ صاحب الموهبة المتمتّعة والمتمنّعة بوصفها “موهبة شخصيّة” وحده القادر على تقديم أعمال أدبيّة وفنيّة حقيقيّة، ذات أثر وبقاء!.