|


عبدالكريم الزامل
شتوية «التدوير» والتكديس..!
2022-02-03
في سوق الأسهم قاعدة دائمًا ما يرددها المحللون الاقتصاديون، بأن التدوير في السهم هو بداية تخارج ونزول مظلي له، وهو إيجاد إيحاء لحالة معينة من النشاط غير الطبيعي على تداولات سهم شركة ما، بوسطه عمليات بيع وشراء وانتقال غير حقيقي للكميات ما بين محافظ محدودة.
في فترة التنقلات الشتوية للأندية السعودية، وبالتحديد بين الرباعي الهلال والاتحاد والشباب والأهلي، ما حدث بينهم هو “تدوير” على اعتبار أن الهلال هو المضارب الحقيقي لسهم الانتقالات، وهو الكاسب الأول فيها بعد أن أخذ “زبدة” الانتقالات بطريقة دراماتيكية وعلى طريقة متداولي الأسهم اضرب واهرب..!
الاتحاد والشباب والأهلي على التوالي كانوا ضحية “المضارب” الهلالي الذي خرج كاسبًا الجولة، وترك لهم ما لا يُريده من اللاعبين، بعبارة أخرى “صرف” عليهم، فيما جماهير تلك الأندية بقت في حالة ذهول وهي تُشاهد إدارات أنديتها تبصم وتبارك ومعهم بعض الإعلاميين أصحاب المصالح الشخصية..!
الاتحاد والشباب، الأول متصدر الدوري والثاني منافس على الدوري وأمامه استحقاق آسيوي ينافسه فيه الهلال، المفاجأة أن كلا الناديين دعما الهلال وتخليا عن أهم نجومهما، أمر لا يمكن أن يحدث له مثيل في أي مكان آخر، هناك “سر” في ما حدث لا يعلمه إلا الله.
الاتحاد كان يمكنه التضحية بالمبلغ المقابل للتنازل للاستفادة من خدمات المالكي قبل “إصابته” فيما تبقى من عقده ليساهم في الفوز بالدوري، وأيضًا حرمان الهلال من الاستفادة من سعود عبد الحميد إلى حين حسم الدوري، ولا أعتقد أن إدارة الاتحاد تجهل هذا الأمر، ولو خُيّر الاتحاديون بين الفوز بالدوري أو تعويض مالي لانتقالهما لاختاروا بالتأكيد الفوز بالدوري..!
ما حدث مع الاتحاد مرَّ على الشباب، وفرط في هدَّافه وهدَّاف الدوري بشكل غير مستغرب، فقد فعلها البلطان الموسم الماضي وتنازل عن الحمدان في ذروة المنافسة مع الهلال على الدوري، ليختم الشباب موسمه ممرًا شرفيًا للهلال البطل..!
ما حدث أمر لا يمكن أن يمر مرور الكرام، القوة الشرائية الرهيبة لدى الهلال في ظل ضعف الموارد المالية في الأندية الأخرى ليست لصالح المنافسة، والتي تتجه نحو وجود قطب واحد يسيطر على كل البطولات، وهو أمر سلبي لا يخدم كرة القدم السعودية حاليًا ولا مستقبلًا..!
تفريغ الأندية من نجومها لا شك سينعكس سلبًا على النجوم حين يتم تكديسهم في نادٍ واحد، وهو ما يؤكده الكثير من خبراء كرة القدم إلا أصحاب الميول والمصالح الزرقاء.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،