التلاعب بعاطفة الجماهير مهنةٌ قديمةٌ، لم تندثر، ولها سوقها ومورِّدوها، وتجد إقبالًا كبيرًا، خاصةً وقت الأزمات، وعند اتخاذ القرارات.
أصحاب هذه المهنة في بعض إعلامنا هم أنفسهم الذين يطالبون اللجان بأن تكون موسًا على كل الرؤوس، وهم مَن ينادون طوال الموسم بتطبيق القانون، والعمل وفق اللوائح، وينكشفون عند أوَّل قرار صادر ضد ميولهم.
في قضية منع جماهير الاتحاد من حضور أوَّل لقاء مقبل على أرضه، لم يكن الأمر يحتاج إلى كل هذه الشكوك، والدخول في نيات مَن اتخذ القرار. المسألة ببساطة أن لجنة الانضباط أصدرت عقوبة وفق لوائح واضحة، وبناءً على خطأ متكرِّر، وبحسب بند يعاقب الفاعل بهذه العقوبة. هذه هي اللائحة، وهذا هو القانون الذي كان يطالب به مَن يتباكى على تطبيقه الآن.
ليس مهمًّا مَن سيقابل الفريق المُعاقب، وليس مهمًّا ما هي المباراة، ودرجة حساسيتها طالما أن القرار جاء وفق النظام، ووفق معرفة سابقة من الجميع بأن العقوبات المتعلقة “برمي المقذوفات” متدرِّجة، وتصل إلى حد اللعب دون جمهور أين المشكلة إذن.
المشكلة ليست في القرار، ولا في اللائحة، ولا في النصر، الذي سيكون الطرف الثاني في اللقاء، المشكلة أن هناك مَن ينفخ تحت الرماد لإشعال نار من لا شيء، وهناك إعلاميون أصحاب خبرة، ولاعبون سابقون لهم تجارب كبيرة، يتباكون على تطبيق النظام بمبررات عاطفية، تصبُّ كل مصطلحاتها في خانة “سنفتقد الجمهور، وسنُحرم من المتعة”، وكلمات مثل “قرار ظالم وجائر”، وغيرها، ولم يوضح أي منهم حيثيات القرار، وتسلسل العقوبات، وأحقية العقوبة.
أتقبَّل أن يحتجَّ مشجع على القرار لاعتبارات عاطفية، لكن لا يمكن أن تقبلها من إعلامي، أو ناقد مهمته أن يكون في صف تطبيق اللوائح.
العقوبة نعم قاسية، وتوقيتها صعب، لكنها مستحقة وفق اللوائح، لهذا علينا أن نتعامل بالعقل لا العاطفة في مثل هذه المواقف، فالتعامل مع مثل هذه القرارات يحدِّد مهنيتك وصدقك وقدرتك، ويصنِّفك بين أن تكون مشجعًا عاطفيًّا، أو صاحب رأي ثابت في كل المواقف.
وفي الإعلام بشكل عام، وبعد كل قرار يصدر على أي ناد من الأندية الجماهيرية، تابعوا تغريدات مَن يرى أنه يمثلهم، ومن ينصِّب نفسه وصيًّا على النادي، واسمعوا قراءتهم للمشهد في المنابر، ولن تحتاجوا إلى وقت طويل حتى تكتشفوا “حشف” الإعلام، و”سوء كيله”، مَن يبرر للفوضى، ومَن يصنِّف القرارات حسب رغبته وميوله فقط.
لست ضد أحد، لكنني أتحيَّز للنظام.
أصحاب هذه المهنة في بعض إعلامنا هم أنفسهم الذين يطالبون اللجان بأن تكون موسًا على كل الرؤوس، وهم مَن ينادون طوال الموسم بتطبيق القانون، والعمل وفق اللوائح، وينكشفون عند أوَّل قرار صادر ضد ميولهم.
في قضية منع جماهير الاتحاد من حضور أوَّل لقاء مقبل على أرضه، لم يكن الأمر يحتاج إلى كل هذه الشكوك، والدخول في نيات مَن اتخذ القرار. المسألة ببساطة أن لجنة الانضباط أصدرت عقوبة وفق لوائح واضحة، وبناءً على خطأ متكرِّر، وبحسب بند يعاقب الفاعل بهذه العقوبة. هذه هي اللائحة، وهذا هو القانون الذي كان يطالب به مَن يتباكى على تطبيقه الآن.
ليس مهمًّا مَن سيقابل الفريق المُعاقب، وليس مهمًّا ما هي المباراة، ودرجة حساسيتها طالما أن القرار جاء وفق النظام، ووفق معرفة سابقة من الجميع بأن العقوبات المتعلقة “برمي المقذوفات” متدرِّجة، وتصل إلى حد اللعب دون جمهور أين المشكلة إذن.
المشكلة ليست في القرار، ولا في اللائحة، ولا في النصر، الذي سيكون الطرف الثاني في اللقاء، المشكلة أن هناك مَن ينفخ تحت الرماد لإشعال نار من لا شيء، وهناك إعلاميون أصحاب خبرة، ولاعبون سابقون لهم تجارب كبيرة، يتباكون على تطبيق النظام بمبررات عاطفية، تصبُّ كل مصطلحاتها في خانة “سنفتقد الجمهور، وسنُحرم من المتعة”، وكلمات مثل “قرار ظالم وجائر”، وغيرها، ولم يوضح أي منهم حيثيات القرار، وتسلسل العقوبات، وأحقية العقوبة.
أتقبَّل أن يحتجَّ مشجع على القرار لاعتبارات عاطفية، لكن لا يمكن أن تقبلها من إعلامي، أو ناقد مهمته أن يكون في صف تطبيق اللوائح.
العقوبة نعم قاسية، وتوقيتها صعب، لكنها مستحقة وفق اللوائح، لهذا علينا أن نتعامل بالعقل لا العاطفة في مثل هذه المواقف، فالتعامل مع مثل هذه القرارات يحدِّد مهنيتك وصدقك وقدرتك، ويصنِّفك بين أن تكون مشجعًا عاطفيًّا، أو صاحب رأي ثابت في كل المواقف.
وفي الإعلام بشكل عام، وبعد كل قرار يصدر على أي ناد من الأندية الجماهيرية، تابعوا تغريدات مَن يرى أنه يمثلهم، ومن ينصِّب نفسه وصيًّا على النادي، واسمعوا قراءتهم للمشهد في المنابر، ولن تحتاجوا إلى وقت طويل حتى تكتشفوا “حشف” الإعلام، و”سوء كيله”، مَن يبرر للفوضى، ومَن يصنِّف القرارات حسب رغبته وميوله فقط.
لست ضد أحد، لكنني أتحيَّز للنظام.