|


سامي القرشي
الصراع النصراوي الاتحادي
2022-02-04
سبق وقلنا إن الصراع الإعلامي الجماهيري الاتحادي النصراوي، هو صراع طبيعي، ناتجٌ عن موقع الناديين في سلم ترتيب الدوري، وأن هذا الصراع يرتبط بالتنافس، ويتغيَّر مع الزمن، وليس ثابتًا.
“أنت صديقي حتى تنافسني”. عبارةٌ تمثِّل المعادلة التي تسير عليها كل الأندية، وإن كانت مفعَّلة لدى بعضها دون الأخرى من خلال الطرح الإعلامي الذي يميل أحيانًا إلى العدائية، وليس إلى التنافس.
الاتحاديون في صراعهم مع الإعلام النصراوي يضربون على وتر “نحن مَن علَّمكم الصحافة”، بل “ونحن مَن صنع الإعلام النصراوي”، و”قبل هذا لم يكن لإعلام النصر وجود”، وأنا هنا يجب أن أنوِّه إلى أمر مهم، وهو أن إعلام الاتحاد، وهو صاحب جذور، يربط بداية الإعلام بحقبة التنافس الاتحادي الهلالي، ويتعاطى معها على أساس أنها بداية الإعلام السعودي، وهذا الأمر غير صحيح، لأن بدايات التنافس كانت نصراوية أهلاوية، وعليه فإننا مجبرون على أن نسأل سؤالًا منطقيًّا، وهو: هل كان تنافس البدايات النصراوي الأهلاوي، الذي أكده أحمد عيد في لقاء متلفز، تنافسًا خاليًا من الإعلام حينها؟ والجواب كلا بالطبع، فلا يوجد تنافس بلا إعلام.
ثم في حقبة التنافس الأهلاوي النصراوي، التي بالتأكيد سبقت التنافس الاتحادي الهلالي، أين كان إعلام الاتحاد والهلال؟ سؤال يؤكد أن نظرية، أن إعلام الاتحاد هو الذي شكَّل بدايات الإعلام “منفردًا” غير صحيحة.
النصراويون في المقابل يدَّعون أن وقوفهم في معسكر الاتحاد، جاء لما يشبه طلب “الفزعة” من الاتحاديين لتغيير موازين القوى، وأن الاتحاديين لم يكونوا قادرين لوحدهم على مجابهة الهلال إعلاميًّا، وهنا لي رأي مختلف، وهو أن أي ناد “غربي” يدخل في صراع تنافس مع آخر عاصمي، والعكس صحيح، يذهب النادي المنافس إلى اعتبار النادي الجار للمنافس هو العمق الجماهيري والإعلامي للدعم، وهذه قاعدة مسلَّم بها، ويحكمها تنافس المدينة، بمعنى أن الأهلاويين سيدعمون الهلال إذا كان منافسه الاتحاد، والاتحاديون سيدعمون النصر إذا كان منافسه الأهلي، ولا أعتقد أن تغيُّر التكتلات يعدُّ خيانة.
خلاصة الأمر، أن صراع الاتحاد والنصر إعلاميًّا صراعٌ محسوم لصالح إعلام الاتحاد، ليس ضعفًا في الزملاء في النصر، بل لأنهم يكثرون من “نحن نحترمكم”، و”أنتم الأساتذة”، و”نحن لا نقوى على زعلكم”.

فواتير
ـ المبالغة في الاحترام خوفٌ، وأحيانًا تعدُّ تبعيةً ورغبةً في البقاء تحت جناح الآخرين، وحينما تشتدُّ المنافسة لا يكون هناك مكانٌ لأي اعتبار إلا الاعتبارات الأخلاقية منها.