|


رياض المسلم
لماذا يكرهون الهلال؟
2022-02-05
لا يُجبر المرء على الحب، كما لا يُرغم على تحديد مَن يكره، فيبقى داخل دائرة مشاعر، يصعب على العقل اختراقها، تقود صاحبها إلى مناطق لا تصل إليها أي وسيلة مواصلات، لكنَّ الرابح الأكبر من يفصِّل المشاعر عن الحقائق، ولا يجعلها تقوده بسرعة فائقة حتى يرتطم بجدار..
الهلال فريقٌ كبيرٌ، باسطٌ ذراعيه على البطولات.. مهيمنٌ على الإنجازات.. أصبحت بينه وبين المنصات لغةٌ لا يفهمها سوى عشاقه، ولا ينطق بها الخصوم، تلك حقيقةٌ ولا علاقة لها بالمشاعر..
اليوم، يبدأ الهلال رحلته الثانية في مشاركته العالمية، ويستهل مبارياته بلقاء الجزيرة الإماراتي، وهناك مَن لا يزال ينتقص من وصوله إلى البطولة الأهم على مستوى الأندية، وهنا نقول، إن مشاعر هذا الشخص هي التي تتحكَّم به وليس عقله..
الانتقاص من الهلال وإنجازاته وألقابه ومسيرته، هي مشاعر “كره”، تقود عقلاء في الوسط الرياضي، وتُظهرهم بشكل غير لائق أمام الكثيرين، فكيف إذا كان مَن يصدر تلك المشاعر على أنها حقائق من المنتمين إلى الحقل الإعلامي، وينساق خلفه الملايين من الجماهير، ويصدِّقون أن الهلال زعيم “أونطة”، كما قال بهجت الأباصيري في مدرسة المشاغين عندما انتقصوا من إنجازاته؟!
لا يُطلب من هؤلاء أن يحبُّوا الهلال، أو أن يُغيِّروا مُجبرين ما يشعرون به تجاهه، لكن على الأقل أن يحترموا مسيرته، فهو النادي الأول بين الأندية السعودية وكبيرها في الإنجازات التاريخية، وهذا ليس من أجل إنصافه، فالأمر لا يحتاج إلى آرائهم، بل لوضع حدٍّ لتحكُّم مشاعرهم “السلبية” بعقولهم، فتقليلهم من الهلال في كل منجز، أو مشاركة أمرٌ يصغِّرهم ويكبِّر النادي..
تحوُّل مشاعر الكره تجاه الهلال لدى بعض الإعلاميين إلى كلمات، وخروجها من أفواههم، تضرُّ بالوسط الرياضي والمنتمين إليه، فيصدِّقون مقولات مثل “الهلال مدعوم”، وهو “النادي المدلَّل”، لكنَّ هؤلاء ممَّن  يدركون داخل قرارة أنفسهم أن الهلال يتصدَّر في كل شيء، ويبتعد عن منافسيه مسافات طويلة.. بينما لسان حال عاشق الهلال يردِّد: “لو لم أكن هلاليًّا لوددت أن أكون هلاليًّا”.
الهلال حقيقة.. وانتقادات بعض الإعلاميين “الكارهين” زيف، وهؤلاء يجعلون ممَّن يتابعهم يركضون خلف سراب، في الوقت الذي يحقق فيه الهلاليون كل مرة إنجازًا جديدًا..
لمُصدِّري الوهم من الإعلاميين على أنه حقيقة: لا تحبوا الهلال، واستمروا في كرهه فهو حقٌّ لكم، ولا أحد يتدخَّل في مشاعركم، لكن احترموه ليحترمكم الجميع، وقبل ذلك احترموا مهنتكم..
كل التوفيق لممثلنا في بطولة أندية العالم.. الهلال.