|


تركي السهلي
عالمية ضعيفة
2022-02-05
في واحدة من أضعف نُسخ كأس العالم للأندية من حيث المستوى وتصنيف الفرق يدخل الهلال التجربة في أبوظبي.
والواقع أن الأزرق السعودي أمام فرصة هائلة من الناحية النظرية للوصول لمراحل متقدمة في البطولة وإلى كُل المعطيات التي تمت تهيئتها له وإلى كل الأمور المُيسّرة من أجل أن يكون قويًا وكل ما حوله مُتاحًا. والتيسير لـ”العريجاوي” لم يكن مدفوعًا له على وجه الخصوص من أحد بعينه سواء جهة أو فرد وتمييزه في ذلك إنّما ربما بسبب وقوف أندية محليّة معه في مشواره الجديد كالاتحاد والشباب.
وحين التمعّن في كُل المحصّلات الزرقاء، فهل نستطيع القول إن الفريق المحلّي مؤهل وقادر على إقصاء تشيلسي الإنجليزي وبلوغ نهائي العالم؟
الحقيقة أن الحكم صعب رغم دخول نحو أربعة عناصر إلى التشكيلة الزرقاء تم استقطابها من الداخل والخارج، ولا يمكن الجزم بأن العويس أو عبد الحميد أو إيجالو بإمكانهم تقديم أداء مُغاير وحمل المجموعة إلى مناطق بعيدة نظرًا للحداثة في الانضمام وعدم العلوّ في المستوى الفني أساسًا، كما أن البرازيلي ميشيل مجهول تمامًا ولا حكم مطلق عليه.
لقد كان الاستعجال والارتباك هو الحالة الطاغية على القرار الأزرق وبدا كما لو أن الفريق أمام لحظة سريعة تتطلب تدعيمًا تحت أي نوع وكما لو أنّ الضغط هو سيّد الموقف فظهرت المسائل التعاقدية كما لو أنها اغتنام الأمر الحاضر لشيء في المستقبل وهو موضوع إن أظهرته الأيّام فسيكون بمثابة الخديعة لمشروع عالمي الغرض منه المنافسة الداخلية.
لقد قال سالم الدوسري في المؤتمر الصحافي أمس إنهم يعرفون (العالمية) ومعتادون على التعامل معها وهذا غير صحيح أبدًا بل إن التاريخ الهلالي هزيل في هذا وما التحركات الأخيرة في البناء للحظة إلاّ دليل على حداثة التجربة الزرقاء وارتباك بنيتها الكاملة.
إن التكوين الأزرق وأطرافه كُلّها كانت لتتجنّب التدعيم المرتبك منذ نوفمبر من العام الماضي تهيئة ليناير الحالي، وكانت المساحة مفتوحة أمامها لصنع فريق قوي لكنها ذهبت إلى طرق سريعة فوقعت في الضعف.
ستكون الأيّام الزرقاء في الإمارات بين أكثر من وجهة وستصطدم بواقعها المرتبك لا محالة وستحدث الاستدارة إلى الغريم الداخلي لتحقيق تفوّق وهمي لا يُسجّل في صفحات الإنجاز الدولي.
إنّ الجميع يرى بعينه الآن دون توجيه لأن يكون النظر مركّزًا على أداء انفعالي راقص وسيكون الهلال تحت المحك حول مقدرته من الاستفادة من الزمن أم بقائه في زمن غيره وما إذا كان التوهّج للنور أم لمجرّد اللمعان. وفي النور حياة وبقاء.