|


طلال الحمود
بطولات وأمجاد
2022-02-05
تحرص أندية كرة القدم في العالم على توثيق بطولاتها وانتصاراتها لكسب مزيد من الشعبية ومنح أنصارها فرصة للتفاخر بقوة وإنجازات فريقها، وتطور الأمر إلى أن عقود الرعاية التجارية باتت ترتبط بجماهيرية النادي وحصيلته من الألقاب، وأصبح قرار الشركات بالدعاية من خلال نادٍ محدد والمبالغ المرصودة للتعاقد تعتمد على الإنجازات الرسمية ومناسبة الحصول عليها.
وتحظى الأندية الجماهيرية بنصيب الأسد من عقود الرعاية قياسًا على مبيعات التذاكر والإقبال على شراء المنتجات المعروضة في المتاجر الرسمية، ويأتي تاريخ النادي في مرتبة أقل، وربما لا يكون لهذا الماضي قيمة بغياب الإنجازات كما في حالة سانت إيتيان الفرنسي أو نوتنجهام فورست أو هامبورج الألماني وغيرها من الأندية التي باتت بلا جماهيرية بسبب تراجع النتائج والغياب عن المنافسات القارية.
وما زال الجدل بشأن عدد بطولات الأندية السعودية يستأثر باهتمام الشارع الرياضي، في انتظار أن يصدر اتحاد كرة القدم قائمة رسمية ببطولاته المعتمدة، خاصة أن هذا الاتحاد تهرب طويلًا من حسم الجدل المحسوم أصلًا بالوثائق الرسمية ومحاضر اجتماع مجلس إدارته الموجودة في أرشيفه وأرشيف وكالة الأنباء السعودية، فضلًا عن أن بعض المواقع الإلكترونية توفر معلومات دقيقة عن نشاط الرياضة، ومن ضمنها موسوعة الملك خالد التي توثق الأخبار الرسمية عن اجتماعات اتحاد اللعبة خلال السبعينات وفترة انطلاق الدوري السعودي وما صاحبها من قرارات.
ولا يبدو أن القرار المنتظر بشأن توثيق بطولات الأندية سينهي الجدل الدائر منذ سنوات، إلا أن استمرار الخلاف التاريخي حول نصيب كل نادٍ من الألقاب لن يكون عائقًا أمام استمرار المنافسات وتطورها، ولن يكون أولوية تتطلب العمل على حساب الاستحقاقات الأهم، إذ إن ترك الحرية للأندية بأن تضع في رصيدها من الألقاب ما تشاء وبأي عدد تختار لن يقدم أو يؤخر في شعبيتها أو يغير في واقعها، فضلًا عن أنه لن يجلب عقود الرعاية اعتمادًا على إنجازات الماضي، بل إن استمرار الجدل ربما يكون عاملًا مهمًا في زيادة الاهتمام الجماهيري بالأندية والمنافسات.
لن تجد بعض الأندية حرجًا في اعتماد بطولات رسمية ووهمية وربما مستقبلية، غير أن الاستفادة المنتظرة من سجل الألقاب ستبقى رهن تقييم الجماهير والشركات الراعية ومدى الاقتناع بمصداقية النادي، وفي حال كانت المعلومات غير صحيحة ولا تستند إلى أدلة فالأغلب أن تتحول الكذبة إلى النسيان ويعود الكيان إلى موقعه الحقيقي مهما طال الزمن.