|


عبد العزيز الزامل
رولاند إمريش لا يمل من التكرار
2022-02-09
المخرج الألماني “رولاند إمريش” هو مخرج، وكاتب، ومنتج كذلك. هذا المخرج تخطى سن الخامسة والستين، ولعل هذا المخرج يواجه ـ في عمله ـ مشاكل في التخلي. ربما يرغب بأن يعيش على روتين مستمر بتغييرات طفيفة لا تشكل له تحديات صعبة يتطلب تخطيها.
أقول ذلك، لأن هذا المخرج اشتهر بشكل كبير في فيلم يوم الاستقلال والصادر في عام 1996، الذي يتحدث عن كوارث على الأرض بسبب غزو فضائي. ثم عاد ليعمل على جزء ثانٍ في عام 2016. كلا الفيلمين عن موضوع واحد ولا بأس بذلك طالما أنها أجزاء تستكمل بعضها، وطالما كذلك أن الجزء الأول خطف إحدى جوائز الأوسكار وجمع ما يزيد عن ثمانمائة مليون دولار أمريكي عالميًّا فلا بأس من محاولة النجاح بجزء ثانٍ. ولكن المشكلة ليست هنا.
المشكلة أن المخرج بعد ذلك لم يخرج من منطقته الاعتيادية ويبدأ بأفكار جديدة، بل عاد من جديد في عام 2009 ليخرج فيلمًا يحمل عنوان “2012”، وفيه تحدث عن نهاية العالم بطريقة تفنن فيها بالكوارث الطبيعية التي تجعل الأرض تكتسح البشر وكافة من عليها من مخلوقات مؤدية إلى انقراض البشرية والحيوانات وبداية عصر جديد على الكوكب. في ذلك الفيلم، لم ينجح إمريش نجاحًا باهرًا كالجزء الأول من يوم الاستقلال، ولكنه بالمقابل كذلك لم يفشل. الفيلم حقق ما ينبغي عليه من أرباح ولم يخرج بخسارة على الأقل.
كذلك هذا العام يعود المخرج من جديد لذات المواضيع الخيال علمية، التي تجعل الأرض مليئة بالكوارث في فيلمه الجديد “سقوط القمر”. الفيلم يقدم فكرة جميلة ولا أعرف ماهية واقعيتها من عدمها “علميًّا” ولكن الفكرة تبقى جميلة، حيث يتحدث الفيلم عن خروج القمر عن مساره مما أدى إلى كارثة عالمية. وسبب خروج القمر هو أمر غير عادي وحدث بتدخل خارجي قد يكون بسبب كائنات فضائية. وبالتالي من يلاحظ ذلك ويرغب بإنقاذ العالم هم اثنان من رواد الفضاء. الفيلم قدم في العروض الدعائية الخاصة به فكرة أفضل مما كانت عليه بالفيلم نفسه.
ولذلك أقول، لما التكرار؟ لماذا يصر المخرج مرة بعد الأخرى بأن يعود لذات الأفكار لمحاولة النجاح فيها من جديد. “إمريش” يحاول أن يتفوق على أفلامه السابقة بينما بالمقابل ذاته القديمة كانت أفضل من حاضره.