|


فهد الروقي
(الهلال فخر السعودية)
2022-02-11
لا يوجد في كرة القدم خسارة مشرّفة، فالخسارة خسارة، لكن يوجد ظهور بمظهر مشرّف، فالشجاع في ميدان النزال لا يلام على شجاعته، حتى وإن سقط ميتًا، لكن الجبان الذي يهرب من مواجهة الأنداد (يحقّر) حتى ولو نجا بحياته.
الهلال في نزال تشيلسي كان فارسًا عربيًا سعوديًا همامًا قاتل بشجاعة وشرف، حتى وإن خسر معركة، لكنه لم يخسر الحرب، ولأننا نعرفه جيدًا ندرك أنه سيقاتل مجددًا حتى يروّض المستعصية (كأس العالم للأندية) باعتبار أنها البطولة الوحيدة، التي شارك بها ولم يحققها.
في نزال (نصف نهائي العالم) ظهر الهلال كعادته بطريقته المعتادة فريقًا هجوميًا لا يخشى المنافسين، حتى وإن كان أفضل فريق في العالم للموسم السابق، ومدربه الشجاع بكبريائه، وذكر في المؤتمر الصحفي، الذي يسبق المباراة، بأن فريقه يلعب بطريقة هجومية، ولن يغير من طريقته مهما كان الخصم.
لقد أثبت الهلال بحضوره الطاغي، الذي لم يعكر صفوه سوى الحظ، الذي لم ينصفه في فرصه الضائعة، وحكم المباراة، الذي جامل الفريق الإنجليزي و(فيفا)، الذي يجامل بطل أوروبا بلوائح غير عادلة، فغير منطقي أن يلعب فريق قبل نصف النهائي بثمان وأربعين ساعة مقابل منافس مرتاح.
بعد اللقاء تفاعلت الكرة الأرضية مع الإبداع السعودي، وأنصفت الكبرياء الهلالي، والبداية كانت من (فيفا)، الذي وصف الهلال بأنه الفريق الذي جعل مشجعيه فخورين به، كما تفاعل المنافس المباشر (تشيلسي) وأثنى على منافسه كثيرًا، وحق له ذلك، فهو في الشوط الثاني أجبره (فخر الوطن) على التراجع في منتصف ملعبه مدافعًا عن هدف (هدية) جاء بخطأ فردي لدرجة أن حارسه (كيبا) ظهر كأحد نجوم المباراة بعد أن تصدى لانفرادة (ماريقا) ولتسديدة محمد إبراهيم الهائلة.
الهلال يا سادة أوجز المسافات بين كرتنا المحلية والكرة العالمية، وهو نموذج مشرق لرؤية السعودية 2030 في مجال كرة القدم، وخير سفير للرياضة السعودية في المحافل العالمية.
ولتطوّر كرتنا (يجب) أن نجعل الهلال نموذجًا يحتذى به، وعلى البقية المحاكاة والتقليد، فكيمياء البطولات وكبرياء الأبطال تزرع ولا تشترى.

الهاء الرابعة

الأرض تشبه للسماء في أربع خصال من الخصال
نادي الهلال بصدرها نبراس لهلال السماء
إذا لعب نادي الهلال بفن وإبداع وجمال
ما عاد تدري أنت فوق الأرض ولا بالسماء